الحكم العطائية
تأليف : الشيخ أحمد بن عطاء الله السكندري
1-باب العلم :و فيه ثلاث حكم : 231 , 232 , 233 .231- العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه , و يكشف به عن القلب قناعة .
232- خير العلم ما كانت الخشية معه .
233- العلم إن قرنته الخشية فلك , وإلا فعليك .
2- باب التوبة :و فيه ثلاث حكم : 13 , 48 , 49 , 50 ,148 .13- كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته ؟
أم كيف يرحل إلى الله , و هو مكبل بشهواته ؟
أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله , و هو لم يتطهر من جنابة غفالاته ؟
أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار , و هو لم يتب من هفواته ؟
48- من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات , و ترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات .
49- لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى , فإن من عرف ربة استصغر في جنب كرمة ذنبه .
50- لا صغيرة إذا قابلك عدله , ولا كبيرة إذا واجهك فضلة .
148- إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبباً ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك , فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك .
3- باب الإخلاص في العمل :و فيه تسعة عشر حكمة : 10 , 20, 42 , 51 , 58 , 89 , 90 , 91 , 92 , 121 , 122 , 132 , 160 , 161 , 162 ,203 , 210 , 243 , 253 .10- الأعمال صور قائمة , و أروحها وجود سر الإخلاص فيها .
20- ما أردت همة سالك ٍ ان تقف عندما كشف لها إلا و نادته هواتف الحقيقة : الذي تطلب أمامك ولا تبرجت له
ظواهر المكونات إلا و نادته حقائقها : { إنما نحن فتنة فلا تكفر } [ البقرة 102]
42- لا ترحل من كون ٍ إلى كون ٍ , فتكون كحمار الرحى يسير , و الذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل منه , و لكن ارحل من الأكوان إلى المكون { و أن إلى ربك المنتهي } النجم (42 ) و انظر إلى قوله : " فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله , و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها , فجرته إلى ما هاجر إليه " , فافهم قوله عليه الصلاة السلام , و تأمل هذا الأمر إن كنت ذا فهم ٍ , و السلام .51- لا عمل أرجى للقبول من عمل ٍ يغيب عنك شهوده , و يحتقر عندك وجوده .
58- لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك , و افرح بها لأنها برزت من الله إليك : { قل بفضل الله و رحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } [ يونس 58 ] .89- جل ربنا أن يعامله العبد نقدا ً , فيجازيه نسيئة ً .90- كفى من جزائه إياك على الطاعة ان يرضيك لها أهلا ً .91- كفى العاملين جزاءً ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته , و ما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته . 92- من عبده لشيءً يرجوه منه , أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه , فما قام بحق أوصافه .121- متى طلبت عوضا ً على عمل طولبت بوجود الصدق فيه , و يكفى المريب وجدان السلامة .122- لا تطلب عوضا ً على عمل لست له فاعلا ً , يكفي ما الجزاء لك على العمل أن كان له قابلا ً . و لكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه , و نعتك بنعته , فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك إليه .132- أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته .160- ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك .161- استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك .162- غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك , و غب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك .203- كما لا يحب العمل المشترك , كذلك لا يحب القلب المشترك , العمل المشترك لا يقبله , و القلب المشترك لا يقبل عليه .210- ما أحببت شيئاً إلا كنت له عبداً , و هو لا يحب أن تكون لغيره عبداً . 243- ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضاً , أو يطلب منه غرضاً ,فإن المحب من يبذل لك , ليس المحب من تبذل له .253- كيف تطلب العوض على عمل هو متصدق به عليك ؟ أم كيف تطلب الجزاء على صدق ٍ هو مهديه إليك ؟4- باب الحكم في الصلاة : و فيه ست حكم : 118 , 119 , 120 , 194 , 195 , 196 .
118- لما علم الحق منك وجود الملل لون لك الطاعات , و علم ما فيك من وجود الشره فحجرها عليك في بعض الأوقات ؛ ليكون همك إقامة الصلاة لا وجود الصلة , فما كل مصل مقيم .119- الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب , و استفتاح لباب الغيوب .120- الصلاة محل المناجاة , و معدن المصافاة , تتسع فيها ميادين الأسرار , و تشرق فيها شوارق الأنوار . علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها , و علم احتياجك إلى فضله فكثر إمدادها .194- قيد الطاعات بأعيان الأوقات كيلا يمنعك عنها وجود التسويف , و وسع عليك الوقت كي تبقى لك حصة الاختيار . 195- علم قلة نهوض العباد إلى معاملته , فأوجب عليهم وجود طاعته , فساقهم إليه بسلاسل الإيجاب " عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل " .196- أوجب عليك وجود خدمته , و ما أوجب عليك إلا دخول جنته .5- باب العزلة و الخمول :و فيه خمس حكم : 11 , 12 , 108 , 155 , 156 .
11- ادفن وجودك في أرض الخمول , فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه .12- ما نفع القلب مثل عزلةٍ يدخل بها ميدان الفكرة .108- سبحان من ستر الخصوصية بظهور البشرية , و ظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية . 155- ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر ؛ إجلالاً لها أن تبذل بوجود الإظهار , و أن ينادى عليها بلسان الاشتهار .156- سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه , و لم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه .6- باب في رعاية الوقت و اغتنامه :و فيه : ست حكم : 18 , 22 , 23 , 208 , 209 , 261 .
18- إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس . 22- ما من نفس ٍ تبديه , إلا وله قدر فيك يمضيه . 23- لا تترقب فراغ الأغيار , فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه . 208- حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها , و حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها , إذ ما من وقتٍ يرد إلا و الله عليك فيه حق جديد و أمر أكيد , فكيف تقضي فيه حق غيره , و أنت لم تقض حق الله فيه ؟209- ما فات من عمرك لا عوض له , وما حصل لك منه لا قيمة له .261- الخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه , و تقل عوائقك ثم لا ترحل إليه .7- باب الذكر :و فيه ثلاث حكم : 47 , 256 , 258 .
47- لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه , لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره ,فعسى أن يرفعك من ذكر ٍ مع وجود غفلةٍ , إلى ذكر ٍ مع وجود يقظةٍ ,و من ذكر مع وجود يقظةٍ , إلى ذكر مع وجود حضور ٍ , و من ذكر مع وجود حضور , إلى ذكر مع غيبةٍ عما سوى المذكور { و ما ذلك على الله بعزيز } [ إبراهيم : 20 ]256- ما كان ظاهر ذكر ٍ إلا عن باطن شهود ٍ و فكر ٍ .258- أكرمك بكرمات ثلاث :جعلك ذاكراً له , و لولا فضله لم تكن أهلاً لجريان ذكره عليك ,و جعلك مذكوراً به , إذ حقق نسبته لديك ,و جعلك مذكوراً عنده , فتمم نعمته عليك .8- باب الفكرة :و فيه ثلاث حكم : 262 , 263 , 264 .262- الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار .263- الفكرة سراج القلب , فإذا ذهبت فلا إضاءة له . 264- الفكرة فكرتان :فكرة تصديق ٍ و إيمان .و فكرة شهود ٍ و عيانٍ .فالأولى لأرباب الاعتبار .و الثانية لأرباب الشهود و الاستبصار .
9- باب الزهد و فضيلته :
و فيه عشر حكم : 45 , 85 , 86 , 87 , 136 , 226 , 227 , 228 , 229 , 230 .45- ما قل عمل برز من قلبٍ زاهد ٍ , ولا كثر عمل برز من قلب ٍ راغب ٍ .
85- الأكوان ظاهرها غرة , و باطنها عبرة , فالنفس تنظر إلى ظاهر غرتها , و القلب ينظر إلى باطن عبرتها .
86- إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى , فلا تستعزن بعز يفنى .
87- الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك , حتى ترى الآخرة اقرب إليك منك .
136- لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها , و لرأيت محاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفناء عليها .
226- ليقل ما تفرح به , يقل ما تحزن عليه .
227- إن أردت ألا تعزل , فلا تتول ولايةً لا تدوم لك .
228- إن رغبتك البدايات زهدتك النهايات , إن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن .
229- إنما جعلها محلا للأغيار , و معدناً للأكدار , تزهيداً لك فيها .
230- علم أنك لا تقبل النصح المجرد , فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها .
و فيه سبع حكم : 99 , 100 , 174 , 175 , 176 , 177 , 190 .
99- فاقتك لك ذاتية و ورود الأسباب مذكرات لك بما خفي عليك منها , و الفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض .
100- خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك , و ترد فيه إلى وجود ذلتك .
174- ورود الفاقات أعياد المريدين .
175- ربما وجدت من المزيد في الفاقات ما لا تجده في الصوم و الصلاة .
176- الفاقات بسط المواهب .
177- إن أردت ورود المواهب عليك , صحح الفقر و الفاقة لديك , { إنما الصدقات للفقراء } [التوبة 60 ] .
190- لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك , فإذا كنت كذلك فخذ ما وافقك العلم .
11- باب رياضة النفس و التحذير من دسائسها :
و فيه أربع عشر حكمة : 32 , 34 , 35 , 107 , 127 , 142 , 143 , 144 , 145 , 159 , 192 , 201 , 242 , 244 .
32- تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب , خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب .
34- اخرج من أوصاف بشريتك , عن كل وصفٍ مناقض ٍ لعبوديتك ؛ لتكون لنداء الحق مجيباً , و من حضرته قريباً .
35- أصل كل معصيةٍ و غفلةٍ و شهوة الرضا عن النفس , و أصل كل طاعةٍ و يقظةٍ و عفةٍ عدم الرضا منك عنها ,
و لأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه , خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه ,
فأى علم لعالم يرضى عن نفسه ؟ و أي جهد لجاهل ٍ لا يرضى عن نفسهً ؟ .
107- لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك , و إنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك .
127- كيف تخرق لك العوائد ؟ و أنت لم تخرق من نفسك العوائد .
142- الناس يمدحونك لما يظنونه فيك , فكن أنت ذاماً لنفسك لما تعلمه منها .
143- المؤمن إذا مدح استحيا من الله أن يثنى عليه بوصفٍ لا يشهده من نفسه .
144- أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس .
145- إذا أطلق الثناء عليك و لست بأهل ٍ , فأثن عليه بما هو أهله .
159- حظ النفس في المعصية ظاهر جلي , و حظها في الطاعة باطن خفي , و مداواة ما يخفى صعب علاجه .
192- إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس فاتبعه , فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا .
201- تمكن حلاوة الهوى من القلب هو الداء العضال .
242- المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً , و تشغله حقوق الله عن ان يكون لحظوظه ذاكراً .
244- لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين , إذ لا مسافة بينك و بينه حتى تطويها رحلتك ,
ولا قطعة بينك و بينه حتى تمحوها وصلتك .
12- باب الخوف و الرجاء و اعتدالها :
و فيه تسع حكم : 1 , 40 , 78 , 124 , 149 , 181 , 197 , 202 , 219 .
1 - من علامة الاعتماد على العمل , نقصان الرجاء عند وجود الزلل .
40 - أن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه , فحسن ظنك به لأجل معاملته معك ,فهل عودك إلا حسناً ؟ و هل أسدى إليك إلا منناً ؟ .
78 - الرجاء ما قارنه عمل , و إلا فهو أمنية .
124- لا نهاية لمذامك أن أرجعك إليك , ولا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده عليك .
149- إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك , و إذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه .
181- من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة , و من عبر من بساط إحسان الله إليه لم يصمت إذا أساء .
197- من استغرب أن ينقذه الله من شهوته , و أن يخرجه من وجود غفلته , فقد استعجز القدرة الإلهية { و كان الله على كل شيء مقتدراً } [ الكهف 45 ] .
202- لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .
219- لا تيأس من قبول عمل ٍ لم تجد فيه وجود الحضور , فربما قبل من العمل ما لم تدرك ثمرته عاجلاً .
و فيه سبع عشر حكمة : 6 , 7 , 21 , 38 , 39 , 75 , 102 , 109 , 128 , 129 , 166 , 167 , 168 , 172 , 173 , 191 , 207.
6- لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك , فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره , لك ,
لا فيما تختاره لنفسك , و في الوقت الذي يريد , لا في الوقت الذي تريد .
7- لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود , و إن تعين زمنه ؛ لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك , و إخماداً لنور سريرتك .
21- طلبك منه اتهام له , و طلبك له غيبة منك عنه , و طلبك لغيره لقلة حيائك منه , و طلبك من غيره لوجود بعدك عنه .
38- لا تتعد نية همتك إلى غيره , فالكريم لا تتخطاه الآمال .
39- لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك , فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعاً ؟ من لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه , فكيف يستطيع أن يكون لها عن غيره رافعاً ؟ .
75- خير ما تطلبه منه ما هو طالبه منك .
102- متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به .
109- لا تطالب ربك بتأخر مطلبك , و لكن طالب نفسك بتأخر أدبك .
128- ما الشأن وجود الطلب , إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب .
129- ما طلب لك شيء مثل الاضطرار , ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة و الافتقار .
166- لا يكن طلبك تسبباً إلى العطاء منه , فيقل فهمك عنه , وليكن طلبك لإظهار العبودية , و قياماً بحقوق الربوبية .
167- كيف يكون طلبك اللاحق سبباً في عطائه السابق ؟ .
168- جل حكم الأزل أن ينضاف إلى العلل .
172- ربما دلهم الأدب على ترك الطلب , اعتماداً على قسمته , و اشتغالاً عن مسألته .
173- إنما يذكر من يجوز عليه الإغفال , و إنما ينبه من يمكن منه الإهمال .
191- ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه لاكتفائه بمشيئته , فكيف لا يستحيي أن يرفعها إلى خليقته ؟
207- لا تستبطئ منه النوال , و لمن استبطئ من نفسك وجود الإقبال .
5
14- باب التسليم لأمر الله تعالى و ترك الاختيار :
و فيه تسع حكم : 2 , 3 , 4 , 5 , 17 , 19 , 25 , 114 , 171 .
2- إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية , و إرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط
عن الهمة العلية .
3- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار .
4- أرح نفسك من التدبير , فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك .
5- اجتهادك فيما ضمن لك , و تقصيرك فيما طلب منك , دليل على انطماس البصيرة منك .
17- ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث في الوقت ما أظهره الله فيه .
19- لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ؛ ليستعملك فيما سواها , فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج ٍ .
25- ما توقف مطلب أنت طالبه بربك , ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك .
114- الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل , و العاقل ينظر ماذا يفعل الله به .
171- إلى المشيئة يستند كل شيءٍ , ولا تستند هي إلى شيءٍ .
15- باب الصبر على البلاء و الشدائد :
و فيه أربع حكم : 8 , 24 , 105 , 106 .
8- إذا فتح لك وجهةً من التعرف فلا تبال معها أن قل عملك , فإنه ما فتحها لك إلا و هو يريد أن يتعرف إليك .
ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك , و الأعمال أنت مهديها إليه , و أين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك .
24- لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار , فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و واجب نعتها .
105- ليخفف ألم البلاء عنك علمك بأنه سبحانه هو المبتلي لك , فالذي واجهتك منه الأقدار , هو الذي عودك حسن الاختيار .
106- من ظن انفكاك لطفه عن قدره , فذلك لقصور نظره .
16- باب في ذكر خفايا ألطافه تعالى و منته على العباد :
و فيه ست و عشرون حكمة : 71 , 83 , 84 , 88 , 93 , 94 , 95 , 97 , 98 , 101 , 123 , 131 , 134 , 147 , 157 , 158,
169 , 170 , 211 , 212 , 214 , و بقية 235 , 236 , 237 , 245 , 257 .71- إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين ؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ,
و لأنه أجل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار ٍ لا بقاء لها .
83- ربما أعطاك فمنعك , و ربما منعك فأعطاك .
84- متى فتح لك باب الفهم في المنع , عاد المنع عين العطاء .
88- العطاء من الخلق حرمان , و المنع من الله إحسان .
93- متى أعطاك أشهدك بره , و متى منعك أشهدك قهره , فهو في كل ذلك متعرف إليك , و مقبل بوجود لطفه عليك .
94- إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه .
95- ربما فتح لك باب الطاعة , و ما فتح لك باب القبول , و ربما قضى عليك بالذنب , فكان سبباً في الوصول .
97- نعمتان ما خرج موجود عنهما , و لابد لكل مكون منهما : نعمة الإيجاد , و نعمة الإمداد .
98- أنعم عليك أولاً بالإيجاد , و ثانيا بتوالي الإمداد .
101- متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك .
123- إذا أراد أن يظهر فضله عليك , خلق و نسب إليك .
131- لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلاً للقبول .
134- من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستره , فالحمد لمن سترك , ليس الحمد لمن أكرم و شكرك .
147- متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء ,و إذا منعت قبضك المنع , فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك , و عدم صدقك في عبوديتك .
157- ربما أطلعك على غيب ملكوته , و حجب عنك الاستشراف على أسرار العباد .
158- من اطلع على أسرار العباد , و لم يتخلق بالرحمة الإلهية , كان اطلاعه فتنه عليه , و سبباً لجر الوبال إليه .
169- عنايته فيك لا لشيءٍ منك , و أين كنت حين واجهتك عنايته , و قابلتك رعايته ؟
لم يكن في أزله إخلاص أعمالٍ , ولا وجود أحوالٍ , بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال , و عظيم النوال .
170- علم ان العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية فقال : { يختص برحمته من يشاء } [ البقرة :105 ] ,
6
و علم أنه لو خلاهم و ذلك لتركوا العمل اعتماداً على الأزل , فقال :
{ إن رحمت الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ]
211- لا تنفعه طاعتك , ولا تضره معصيتك , و إنما أمرك بهذه , و نهاك عن هذه , لما يعود عليك .
212- لا يزيد في عزه إقبال من أقبل عليه , ولا ينقص من عزه إدبار من أدبر عنه .
214- قربك منه أن تكون مشاهداً لقربه , و إلا فأين أنت و وجود قربه .
235-
إنما أجرى الأذى على أيديهم كيلا تكون ساكناً إليهم , أراد أن يزعجك عن كل شيءٍ , حتى لا يشغلك عنه شيء .236- إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك , فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده .
237- جعله لك عدو ليحوشك به إليه , و حرك عليك النفس ليدوم إقبالك عليه .
245- جعلك في العالم المتوسط بين ملكه و ملكوته ؛ ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته , و أنك جوهرة تنطوي عليك أصداف مكوناته .
257- أشهدك من قبل أن يستشهدوك فنطقت بإليهيته الظواهر , و تحققت بأحديته القلوب و السرائر .
و فيه ثلاث حكم : 43 , 44 , 135 .
43- لا تصحب من لا ينهضك حاله , و لا يدلك على الله مقاله .
44- ربما كنت مسيئاً فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالاً منك .
135- ما صحبك إلا من صحبك و هو بعيبك عليم , و ليس ذلك إلا مولاك الكريم , خير من تصحب من يطلبك لا لشيءٍ يعود منك إليه .
و فيه ثلاث حكم : 60 , 61 , 62 .
60- ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع .
61- ما قادك شيء مثل الوهم .
62- أنت حر مما أنت عنه آيس , و عبد لما أنت له طامع .
و فيه أربع حكم : 96 , 238 , 239 , 240 .
96- معصية أورثت ذلاً و افتقاراً , خير من طاعةٍ أورثت عزاً و استكباراً .
238- من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً , إذ ليس التواضع إلا عن رفعةٍ , فمتى أثبت لنفسك تواضعاً فأنت المتكبر .
239- ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع , و لكن المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع .
240- التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئاً عن شهود عظمته , و تجلي صفته .
20- باب الاستدراج :
و فيه حكمتان : 65 , 66 .
65- خف من وجود إحسانه إليك , و دوام إساءتك معه , أن يكون ذلك استدراجاً لك { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } [ القلم :44]
66- من جهل المريد أن يسيء الأدب , فتؤخر العقوبة عنه , فيقول : لو كان هذا سوء أدب ٍ لقطع الإمداد , و أوجب الإبعاد .
فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر , و لو لم يكن إلا منع المزيد .
و قد يقام مقام البعد و هو لا يدرى , و لو لم يكن إلا أن يخليك و ما تريد .
21- باب الورد و الوارد :
و فيه خمس عشرة حكمة : 9 , 46 , 52 , 53 , 54 , 67 , 69 , 112 , 113 , 189 , 215 , 116 , 217 , 220 , 221 .
9- تنوعت أجناس الأعمال , لتنوع واردات الأحوال .
46- حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال , و حسن الأحوال من التحقق في مقامات الإنزال .
52- إنما أورد عليك الوارد ؛ لتكون به عليه وارداً .
53- أورد عليك الوارد ؛ ليستلمك من يد الأغيار , و يحررك من رق الآثار .
54- أورد عليك الوارد ؛ ليخرجنك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك .
67- إذا رأيت عبداً أقامه الله تعالى بوجود الأوراد , و أدامه عليها مع طول الإمداد , فلا تستحقرون ما منحه مولاك ؛
لأنك لم تر عليه سيما العارفين , ولا بهجة المحبين , فلولا وارد ما كان ورد .
7
69- قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة ؛ لئلا يدعيها العباد بوجود الاستعداد .
112- لا يستحقر الورد إلا جهول .
الوارد يوجد في الدار الآخرة , و الورد ينطوي بانطواء هذه الدار , و أولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده ,
الورد هو طالبه منك , و الواردات أنت تطلبه منه , و أين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟
113- ورود الإمداد بحسب الاستعداد , و شروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار .
189- لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته , فإن ذلك يقل عملها في قلبه , و يمنعه وجود الصدق مع ربه .
215- الحقائق ترد في حال التجلي مجملةً , و بعد الوعي يكون البيان { فإذا قرأنه فاتبع قرءانه , ثم إن علينا بيانه } [ القيامة:18, 19] .
116- متى وردت الواردات الإلهية إليك , هدمت العوائد عليك ؛{ إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها } [ النمل : 34 ] .
217- الوارد يأتي من حضرة قهار ؛ لأجل ذلك لا يصادمه شيء إلا دمغه ؛ { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } [ الأنبياء : 18 ]
220- لا تزكين وارداً لا تعلم ثمرته , فليس المراد من السحابة الأمطار , و إنما المراد منها وجود الأثمار .
221- لا تطلبن بقاء الواردات بعد ان بسطت أنوارها , و أودعت أسرارها ,فلك في الله غنى عن كل شيء , و ليس يغنيك عنه شيء .
22- باب تفاوت مراتب السالكين مبتدئاً و منتهياً :
و فيه خمس عشرة حكمة : 29 , 30 , 31 , 59 , 68 ,111 , 133 , 179 , 188 , 250 , 254 , 255 , 259 , 260 .
29- شتان بين من يستدل به و بين من يستدل عليه , المستدل به عرف الحق لأهله , و أثبت الأمر من وجود أصله ,
و الاستدلال عليه من عدم الوصول إليه , و إلا فمتى غاب حتى يستدل عليه ؟
و متى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟ .
30- { لينفق ذو سعة من سعته } [ الطلاق : 7 ] الواصلون إليه , { و من قدر عليه رزقه } [الطلاق : 7 ] السائرون إليه .
31- اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه , و الواصلون لهم أنوار المواجهة ,
فالأولون للأنوار , و هؤلاء الأنوار لهم لله لا لشيء دونه , { قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون } [ الأنعام : 9 ] .
59- قطع السائرين له و الواصلين إليه عن رؤية أعمالهم و شهود أحوالهم ,
أما السائرون ؛ فلأنهم لم يحققوا الصدق مع الله فيها , و أما الواصلون ؛ فلأنه غيبهم بشهوده عنها .
68- قوم أقامهم الحق لخدمته , و قوم اختصهم بمحبته ,
{كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً }[ الإسراء:20 ] .
111- ليس كل من ثبت تخصيصه كمل تخليصه .
133- الستر على قسمين : ستر ٍ عن المعصية , و ستر ٍ فيها ,
فالعامة يطلبون من الله تعالى الستر فيها خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق ,
و الخاصة يطلبون من الله الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك الحق .
179- ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة .
188- ربما عبر عن المقام من استشرف عليه , و ربما عبر عنه من وصل إليه , و ذلك ملتبس إلا على صاحب بصيرة .
250- دل بوجود آثاره على وجود أسمائه , و بوجود أسمائه على ثبوت أوصافه , و بثبوت أوصافه على وجود ذاته ,
إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه , فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته , ثم يردهم إلى شهود صفاته ,
ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه , ثم يردهم إلى شهود آثاره , و السالكون على عكس هذا , فنهاية ,
السالكين بداية المجذوبين , و بداية السالكين نهاية المجذوبين , لكن لا معنى واحد ٍ , فربما التقيا في الطريق ,هذا في ترقيه , و هذا في تدليه .
254- قوم تسبق أنوارهم أذكارهم , و قوم تسبق أذكارهم أنوارهم .
255- ذاكر ذكر ليستنير به قلبه فكان ذاكراً , و ذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً , و الذي استوت أذكاره , و أنواره فبذكره يهتدي , و بنوره يقتدي .
259- رب عمر ٍ اتسعت آماده , و قلت أمداده , و رب عمر ٍ قليلة آماده , كثيرة أمداده .
260- من بورك له في العمر أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة , ولا تلحقه الإشارة .
و فيه أربع حكم : 80 , 81 , 82 , 150 .
80- بسطك كيلا يبقيك مع القبض , و قبضك كيلا يتركك مع البسط , و أخرجك عنهما كيلا تكون لشيءٍ دونه .
81- العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا , ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل .
82- البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح , و القبض لا حظ للنفس فيه .
150- ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفيده في إشراق نهار البسط { لا تدرون أيهم لكم نفعا } [ النساء : 11 ] .
و فيه أثنتا عشر حكمة : 55 , 56 , 57 , 104 , 151 , 152 , 153 , 154 , 204 , 205 , 206 , 251 .
55- الأنوار مطايا القلوب و الأسرار .
56- النور جند القلب , كما أن الظلمة جند النفس . فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار , و قطع عنه مدد الظلم و الأغيار .
57- النور له الكشف , و البصيرة لها الحكم , و القلب له الإقبال و الإدبار .
104- أنار الظواهر بأنوار لآثاره , و أنار السرائر بأنوار أوصافه , لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر , و لم تأفل أنوار القلوب و السرائر , و
لذلك قيل : إن شمس النهار تغرب بالليل و شمس القلوب ليست تغيب
151- مطالع الأنوار القلوب و الأسرار .
152- نور مستودع في القلوب , مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب .
153- نور يكشف لك به عن آثاره , و نور يكشف لك به عن أوصافه .
154- ربما وقفت القلوب مع الأنوار , كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار .
204- أنوار أذن لها في الوصول , و أنوار أذن لها في الدخول .
205- ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشواً بصور الآثار , فارتحلت من حيث نزلت .
206- فرغ قلبك من الأغيار , يملأه بالمعارف و الأسرار .
251- لا يعلم قدر أنوار القلوب و الأسرار إلا في غيب الملكوت , كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك .
25- باب قرب العبد من الله تعالى تخلقا ًو تعلقا ً :
و فيه تسع حكم : 125 , 126 , 130 , 178 , 213 , 214 , 241 , 246 , 249 .
125- كن بأوصاف ربوبيته متعلقاً , و بأوصاف عبوديتك متحققاً .
126- منعك أن تدعي ما ليس لك مما للمخلوقين , أفيبيح لك أن تدعي وصفه و هو رب العالمين ؟
130- لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك , و محو دعاويك , لم تصل إليه أبداً .
178- تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه , تحققبذلك يمدك بعزه , تحقق بعجزك يمدك بقدرته , تحقق بضعفك يمدك بحوله و قوته .
213- وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به , و إلا فجل ربنا أن يتصل به شيء , أو يتصل هو بشيءٍ .
214- قربك منه أن تكون مشاهداً لقربه , و إلا فأين أنت و وجود قربه .
241- لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف .
246- إنما وسعك الكون من حيث جثمانيتك , و لم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك .
249- لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية , إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار , ظهرت في الأفق و ليست منه ,
تارةً تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك , و تارةً يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك ,
فالنهار ليس منك و إليك , و لكنه وارد عليك .
26- باب قرب الله تعالى من المخلوقات :
و فيه ست و عشرون حكمة : 14 , 15 , 16 , 33 , 36 , 37 , 41 , 115 , 116 , 117 , 137 , 138 , 139 , 140 , 141 ,163 , 164 , 165 , 218 , 222 , 223 , 224 , 234 , 235 , 247 , 248 .
14- الكون كله ظلمة , و إنما أناره ظهور الحق فيه , فمن رأى الكون و لم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار ,و حجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار .
15- مما يدلك على وجود قهره , سبحانه , أن حجبك عنه بما ليس بموجود ٍ معه .
16- كيف يتصور أن
يحجبه شيء , و هو الذي أظهر كل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو الذي ظهر بكل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو الذي ظهر في كل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو الذي ظهر لكل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو الظاهر قبل وجود كل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو أظهر من كل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو الواحد الذي ليس معه شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و هو أقرب إليك من كل شيءٍ ؟
كيف يتصور أن يحجبه شيء , و لولاه ما كان وجود كل شيءٍ ؟
يا عجباً كيف يظهر الوجود في العدم ؟
أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم ؟
33- الحق ليس
بمحجوب , و إنما المحجوب أنت عن النظر إليه , إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه ,
و لو كان له ساتر لكان لوجوده حاصراً , و كل حاصر ٍ لشيءٍ فهو له قاهر { و هو القاهر فوق عباده } [ الأنعام : 18 ] .
36- شعاع البصيرة يشهدك قربه منك , و عين البصيرة يشهدك عدمك لوجوده , و حق البصيرة يشهدك وجوده , لا عدمك ولا وجودك ؟
37- كان الله ولا شيء معه , و هو الآن على ما عليه كان .
41- العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه , و يطلب ما لا بقاء له معه { فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور} [ الحج : 46 ] .
115- إنما يستوحش العباد و الزهاد من كل شيءٍ ؛ لغيبتهم عن الله في كل شيءٍ , فلو شهدوه في كل شيءٍ لم يستوحشوا من شيءٍ .
116- أمرك في هذه الدار بالنظر في مكوناته , و سيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته .117- علم منك أنك لا تصبر عنه , فأشهدك ما برز منه .
137- ما
حجبك عن الله وجود موجود ٍ معه , و لكن حجبك عنه توهم موجود ٍ معه .
138- لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود إبصار ٍ , لو ظهرت صفاته , اضمحلت مكوناته .
139- أظهر كل شيءٍ لأنه الباطن , و طوى وجود كل شيءٍ لأنه الظاهر .
140- أباح لك أن تنظر ما في المكونات , و ما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات { قل انظروا ماذا في السموات } [ يونس:101] , فتح لك باب الأفهام , و لم يقل انظروا السموات , لئلا يدلك على وجود الأجرام .
141- الأكوان ثابتة بإثباته , و ممحوة بأحدية ذاته .
163- من عرف الحق شهده في كل شيءٍ , و من فني به غاب عم كل شيءٍ , و من أحبه لم يؤثر عليه شيئاً .
164- إنما
حجب الحق عنك شدة قربه منك .
165- إنما
احتجب لشدة ظهوره , و خفي عن الأبصار لعظم نوره .
218- كيف
يحتجب الحق بشيءٍ , و الذي يحتجب به هو فيه ظاهر , و موجود حاضر ؟
222- تطلعك إلى بقاء غيره دليل على عدم وجدانك له , و استيحاشك لفقدان ما سواه دليل على عدم وصلتك به .
223- النعيم و إن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده و اقترابه , و العذاب و إن تنوعت مظاهره إنما هو بوجود حجابه . فسبب العذاب وجود الحجاب , و إتمام النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم .
224- ما تجده القلوب من الهموم و الأحزان ؛ فلأجل ما منعت من وجود العيان .
234- متى آلمك عدم إقبال الناس عليك , أو توجههم بالذم إليك , فارجع إلى علم الله فيك , فإن كان لا يقنعك علمه , فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم .
235-
إنما أجرى الأذى على أيديهم كيلا تكون ساكناً إليهم , أراد أن يزعجك عن كل شيءٍ , حتى لا يشغلك عنه شيء .247- الكائن في الكون و لم تفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته , و محصور في هيكل ذاته .
248- أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون , فإذا شهدته كانت الأكوان معك .
و فيه أربع حكم : 77 , 79 , 103 , 146 .
77- ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ,
بل العارف من لا إشارة له ؛ لفنائه في وجوده , و انطوائه في شهوده .
79- مطلب العارفين من الله الصدق في العبودية , و القيام بحقوق الربوبية .
103- العارف لا يزول اضطراره , ولا يكون مع غير الله قراره .
146- الزهاد إذ مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق ,
و العارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق .
28- باب التفرس و الاستدلال بالشيء على الشيء :
و فيه عشر حكم : 26 , 27 , 28 , 70 , 72 , 73 , 76 , 180 , 193 , 252 .
26- من علامات النجح في النهايات , الرجوع إلى الله في البدايات .
27- من أشرقت بدايته أشرقت نهايته .
28- ما استودع في غيب السرائر , ظهر في شهادة الظواهر .
70- من رأيته مجيباً عن كل ما سئل , و معبراً عن كل ما شهد ,
و ذاكراً كل ما علم , فاستدل بذلك على وجود جهله .
72- من وجد ثمرة عمله عاجلاً , فهو دليل على وجود القبول آجلاً .
73- إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك .
76- الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات الاغترار .
180- من علامة إقامة الحق لك في الشيء إقامته إياك فيه مع حصول النتائج .
193- من علامة اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات , و التكاسل عن القيام بالواجبات .
252- وجدان ثمرات الطاعات عاجلاً , بشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجلاً .
29- باب الوعظ و شرائط تأثيره في القلب :
وفيه ست حكم :182 , 183 , 184 , 185 , 186 , 187 .
182- تسبق أنوار الحكماء أقوالهم , فحيث صار التنوير وصل التعبير .
183- كل كلام يبرز و عليه كسوة القلب الذي منه برز .
184- من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته , و جلبت إليهم إشارته .
185- ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار , إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار .
186- عبارتهم إما لفيضان وجد ٍ , أو لقصد هداية مريد ٍ ,
فالأول حال السالكين ,
و الثاني حال أرباب المكنة و المحققين . [المكنة: التمكن]
187- العبارات قوت لعائلة المستمعين , و ليس لك إلا ما أنت له آكل .
و فيه ثماني حكم : 63 , 64 , 74 , 110 , 198 , 199 , 200 , 225 .
63- من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان , قيد إليه بسلاسل الامتحان .
64- من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها , و من شكرها فقد قيدها بعقالها .
74- متى رزقت الطاعة و الغنى به عنها , فاعلم أنه قد أسبغ عليك نعمه ظاهرةً و باطنةً .
110- متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره , و رزقك في الباطن الاستسلام لقهره , فقد أعظم المنة عليك .
198- ربما وردت الظلم عليك , ليعرفك قدر ما من به عليك .
199- من لم يعرف قدر النعم بوجدانها , عرفها بوجود فقدانها .
200- لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك , فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك .
225- من تمام النعمة عليك , أن يرزقك ما يكفيك , و يمنعك ما يطغيك .
تم بحمد الله