معروف بن فيروز الكرخي ويكنى أبو محفوظ. وهو أحد سادات الصوفية في بغداد، ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد والورع والتقوى، وصحب داود الطائي، وسكن بغداد ومات فيها ودفن سنة مائتين هجرية، الموافق عام 807م، في مقبرة الشونيزية على جانب الكرخ من بغداد، وسميت فيما بعد بأسمه مقبرة الشيخ معروف.
وكان أبواه نصرانيين، فأسلما إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب: يقول له قل: ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه إليه!"، فرجع أليهما، فدق لباب، فقيل: "من"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين"، قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.
سيرته
ونزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذتهما، فتبعها، قال: "أنا معروف!، لا بأس عليك!، ألك ولد يقرأ القرآن؟"، قالت: "لا!"، قال: "فزوج"، قالت: "لا!"، قال: "فهات المصحف، وخذي الملحفة!" وكان قاعداً على دجلة ببغداد اذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء -في هذا الماء- يعصون! أدع الله عليهم!"، فرفع يديه إلى السماء قال: "إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة!" فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع عليهم!"، فقال: "إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شئ".
أقواله
• "الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغى، والكلام يلهى، والمنام ينسى، والطعام يسقى.
• ماأكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين.
• إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح عليه باب العملِ، وأغلق عنه باب الجَدل. وإذا أراد اللهُ بعبدٍ شراً، أغلق عنه باب العملِ، وفَتح عليهِ باب الجَدلِ.
• ُ غضوا أبصار كم، ولو عن شاةٍ ُأنثى.
• السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار".
• قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.
• ينادي مناد يوم القيامة يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر قراءة (قل هو الله أحد).
• وقال : " سئِل معروف:"ما علامُة الأولياء؟. فقال:"ثلاثٌة: همومهم للهِ، و شغُلهم فيه، وفَرارهم إليه.
مصادر
• البغداديون أخبارهم ومجالسهم - تأليف إبراهيم عبد الغني الدروبي - مطبعة الرابطة - بغداد - 1958م.
المصدر - محاظرات في التاريخ الاسلامي للباحث جمال الدين فالح الكيلاني