الصلاة على النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) أعلى وسام أعطاه الله له ولم يعطه لأحد من قبله
بدعوة كريمة من دولة ماليزيا شارك سماحة الشيخ حسن محمد سعيد الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى ود. احمد عمر هاشم أستاذ الحديث ورئيس جامعة الأزهر السابق في مؤتمر للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الفترة من 14/ 5 إلى 17 / 5 /2006 وكان المؤتمر تحت رياسة السيد عفيف الدين الجيلانى القادري البغدادي وقد ألقى سماحة الشيخ كلمة بهذه المناسبة قال فيها :
سيدنا محمد كان رحمة مهداة من الله سبحانه وتعالى وذلك لقوله سبحانه وتعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم.
فإذا كان الرسول من أنفسنا فلا بد أن نحترمه ونقدره ونحبه أو لم يعلموا أن كل مسلم عندما يقف بين يدي مولاه يخاطب الرسول مشافهة ويقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته من لا يفعل ذلك لا صلاة له والمسلم يردد ذلك (32) مرة على الأقل في الفرض بخلاف السنن والنوافل ...
ويقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فأرسله المولى عز وجل رحمة للأنس والجن والطير والحيوان بل ورحمة بجبريل فقد سئل هل أصابك شئ من رحمة المصطفى ؟
قال : نعم كنت خائفا فامننى الله .
ولننظر أيضا إلى قوله تعالى: بالمؤمنين رءوف رحيم فالرحمة الأولى عامة بجميع الإنس امن به من امن ومن لم يؤمن فهو أيضا رحم لتأخير العذاب عنه إلى يوم القيامة .
ثم قال: بالمؤمنين رءوف رحيم لماذا ؟ لأنه يحبه فقد قال :أنى أود أن أرى احبابى .
فقالوا: أو لسنا أحبابك يا رسول الله ؟
قال: كلا انتم اصحابى ولكن احبابى من امنوا بى ولم يروني .
والرسول قال: تعرض على أعمالكم فان كانت خيرا حمدت الله وان كانت غير ذلك استغفرت الله لكم هل بعد ذلك رحمة ؟
كلنا جميعا سنقف بين يدي المولى سبحانه وتعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وسيحاسبنا على أعمالنا ونرجوا منه سبحانه وتعالى أن يحاسبنا بفضله وليس بعدله لأنه أعطانا كثيرا من النعم وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
أن الله سبحانه وتعالى أكرم رسوله إلى طلبه الذي لم يتكلم به مرتين ، أحداهما بمكة والأخرى بالمدينة أما التي في مكة فهي ليلة الإسراء والمعراج عندما صعد رسول الله إلى السماء العلا حيث سمع صرير الأقلام فرأى في صعوده الملائكة على هيئات مختلفة ثم رأى عبادتهم على كيفيات مختلفة فأحب هذا المنظر ثم رأى الملائكة وورودهم إلى داخل العرش ثم الذي يدخل لا يخرج مره أخرى فلما أعجب بصلاة الملائكة: فاستجاب الله لرغبته أن تكون الصلاة على هيئة الملائكة يقول المولى سبحانه وتعالى: الحمد لله فاطر السموات والأرض، جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء أن الله على كل شئ قدير (فاطر- 1).
فجعل صلاه الصبح ركعتان والمغرب ثلاث ركعات والعصر أربع ركعات على هيئة الملائكة.
ثم جعل في هذه العبادة والإنسان واقف بين يدي مولاه على هيئه عباده الملائكة فمنهم الراكع ومنهم الساجد ومنهم القاعد وهكذا فجمع للرسول في صلاته وصلاه أمته .
أما بالنسبة للبيت المعمور فانه عندما رأى المنظر وسر به فجعل الله سبحانه وتعالى تحية المسجد الحرام الطواف حول الكعبة بخلاف المساجد الأخرى فالمساجد الأخرى تحيتها ركعتان هذا بالنسبة لمكة .
أما بالنسبة للمدينة فالرسول عندما أمر بان يتوجه لبيت المقدس في الصلاة وهو في مكة جعل الكعبة بينه وبين البيت المقدس لأنها قبله إباءه وأجداده ولكن النفس فيها مافيها .
عندما هاجر من مكة إلى المدينة لم يستطع ذلك فاخذ يقلب وجهه في السماء يقول المولى سبحانه وتعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره.
فاستجاب الله سبحانه وتعالى إلى دعائه صلى الله عليه وسلم وفعلا صلى الرسول صلاة العصر إلى قبلتين مختلفتين وهناك في الأماكن المقدسة مسجد يسمى بمسجد القبلتين هذا تكريم من الله سبحانه وتعالى لرسوله .
والمفروض في الإنسان أن يحب الرسول لدرجه تفوق كل الدرجات ذلك لان الرسول يقول: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم واحبونى لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي لهم.
والمولى سبحانه وتعالى يقول: قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ويقول الرسول :لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه إلا لله وان يكره أن يرجع إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
هذا تكريم من المولى سبحانه وتعالى لخاتم الأنبياء والمرسلين يدلنا على مكانته عند ربه سبحانه وتعالى .
ولقد منحه الله سبحانه وتعالى وساما أعلى من كل شئ ولم يجعله لإنسان ولا لنبي ولا لرسول قبله وذلك في قوله سبحانه وتعالى: أن الله وملائكته يصلون على النبي يأ ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسلميا ولان الرسول دائما في قلوبنا لان فضل الله سبحانه وتعالى على رسولنا بان جعله رسولا وخاتما للأنبياء والمرسلين وفضل رسولنا علينا انه بفضل الله سبحانه وتعالى أخرجنا من الظلمات إلى النور إذن بهذا الفضل يجب أن نفرح لميلاده وفرحنا بميلاده لا يكون إلا بقراءة القران الكريم وتدارس سيرته وذكرى أحواله التي كان يسير عليها ليكون قائدا لنا في جميع الأحوال .
فالرسول رحمة لنا وللبشريـة جمعـاء فقـد قـال سبحانـه وتعالـى: وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين فالسمة الاساسية للإسلام هي الرحمة التي تشرق علينا جميعا من تعاليم رسولنا فالواجب علينا أن نسير على خطى رسول الله ونعود إلى الله سبحانه وتعالى حتى ينصرنا على أعدائنا ويخرجنا مما نحن فيه .
المصدر: eltsawofelislamy.com
نقله الباحث جمال الدين فالح الكيلاني