سيدى موسى الكاظم كما رآه شقيق البلخى

سيدى موسى الكاظم

احد اكابر الأئمة من سادتنا آل البيت الكرام هداة الاسلام رضى الله عنهم اجمعين ونفعنا ببركاتهم واماتنا على حبهم وحب جدهم الاعظم صل الله عليه وسلم

قال شقيق البلخى : خرجت حاجا سنة 149 فنزلت القادسية فبينما ان انظر الى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثياب صوف مشتمل بشملة وفى رجليه نعلان وقد جلس منفردا ,فقلت فى نفسى : هذا الفتى من الصوفية يريد ان يكون كلا على الناس فى طريقهم والله لاذهبن اليه ولاوبخنه فدنوة اليه فلما رآنى مقبلا قال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وتركنى ومضى فقلت ان الامر عظيم لقد تكلم بما فى نفسى ونطق باسمى ما هذا الا عبد صالح لألحقنه ولأسالنه ان يحاللنى فاسرعت فى اثره فلم الحقه وغاب عن عينى فلما نزلت ارض واقصه فاذا به يصلى واعضاءه تضطرب ودموعه تجرى فقلت هذا صاحبى امضى اليه واستحله فصبرت حتى جلس واقبلت نحوه فلما رآنى قال يا شقيق اقرأ ( وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )ثم تركنى ومضى فقلت ان هذا الفتى لمن الابدال قد تكلم على سرى متين فلما نزلن منزلا اذا بالفتى قائم على بئر وبيده ركوة يريد ان يستسقى فسقطت الركوة من يده الى البئر وانا انظر اليه فرايته قد رمق السماء وسمعته يقول

انت ربى اذا ظمئت من الما ء وقوتى اذا اردت الطعاما

اللهم انت تعلم يا الهى وسيدى مالى سواها فلا تعدمنى اياها قال شقيق رضى الله عنه فوالله لقد رايت البئر وقد ارتفع ماؤها فمد يده واخذ الركوة وملأها ماء ثم توضأ وصلى اربع ركعات ثم مال الى كثيب من رمل فجعل يقبض بيده ويجعله فى الركوة ويحركه ويشرب فاقبلت اليه وسلمت عليه فرد السلام فقلت اطعمنى :من فضل ما انعم الله به عليك فقال يا شقيق لم تزل نعمة الله تعالى علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك ثم ناولنى الركوة فشربت منها فاذا سويق وسكر فوالله ما شربت قط الز منها ولا اطيب ريحا فشبعت ورويت وبقيت اياما لا اشتهى الطعام ولا الشراب ثم لم اره حتى دخلنا مكة فرايته ليلة فى جنب قبة الشراب فى نصف اليل يصلى بخشوع وانين وبكاء فلم يزل كذالك حتى ذهب اليل فلما راى الفجر جلس فى مصلاه يسبح ثم قام فصلى فلما سلم من صلاة الصبح قام يطوف بالبيت اسبوعا وخرج فتبعته فاذا له حاشية وموال وهو على خلاف ما رايته فى الطريق ودار به الناس من حوله ليسلموا عليه فقلت لبعض من رايته بالقرب منه من هذا

الفتى فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب رضوان الله عليهم اجمعين فقلت وقد عجبت ان تكوان هذه الشواهد والظواهر الا لمثل هذا السيد انتهى

اللهم انفعنا بآل بيت نبيك وأمدنا اللهم بمددهم