باب خصوصياتهم الدالة على مزيد كراماتهم
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كلُّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي . وكلُّ ولدِ أمٍّ فإنّ عصَبَتَهم لأبيهم ، ما خلا ولدَ فاطمة ، فإنّي أنا أبوهم وعصبَتُهُم )) .
أخرجه أبو صالح المؤذّن في (( الأربعين له في فضل الزهراء )) من طريق شريك القاضي ، عن شبيب بن غرقدة ، عن المستظل بن حُصين ، عن عمر رضي الله عنه ، به .
وكذا هو في ترجمة عمر رضي الله عنه من (( معرفة الصحابة )) لأبي نُعيم ، من طريق بشر بن مهران ، حدثنا شريك به .
ولفظُهُ : (( أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه ابنته أمُّ كلثوم ، فاعتلَّ عليه بصِغرها .
فقال : إني لم أُرِد الباءة لكني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة ، ما خلا سببي ونسبي . وكلُّ ولد أبٍ فإنَّ عصَبَتهم ... )) وذكرهُ .
وأخرجه الطبراني في ترجمة الحسن من معجمه (( الكبير )) من طريق بشر مقتصراً منه على قوله صلى الله عليه وسلم : (( كلُّ بني أنثى فإنَّ عَصَبتهم )) وذكر باقيه مثله ، ورجاله موثوقون . وشريك استشهد به البخاري ، وروى له مسلم في المُتابعات .
وهو بدون : (( كلُّ ولد أمٍّ )) إلى آخره عند الطبراني في (( الأوسط )) من حديث ابن عُيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر رضي الله عنه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوَّج ابنةَ عليًّ رضي الله عنه الله عنهما :
ألا تهنئوني ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ينقطعُ يوم القيامة كلُّ سببٍ ونسب ، إلا سببي ونسبي )) .
وقال الطبراني بَعْدَهُ : لم يُجوِّدهُ عن ابن عُيينة ، إلا الحسن بن سهل الخيّاط . وقد رواهُ غيره عن ابن عيينة ، فلم يذكر جابراً رضي الله عنه .
وكذا رواهُ البيهقي من طريق وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر ، خطب أمَّ كُلثوم إلى عليٍّ رضي الله عنه الله عنهما ، فذكر القصة .
إلى أن قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامة ، إلا ما كان من سببي ونسبي )) .
ورواه أيضا ًمن طريق ابن أبي مُليكة ، عن الحسن بن الحسن ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه :... فأحببتُ أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سببٌ ونسب .
فقال عليٌّ للحسن والحسين رضي الله عنهم : زوِّجا عمَّكما .
فقالا : هي امرأةٌ من النساء تختارُ لنفسها .
فقام عليٌّ رضي الله عنه مُغضباً ، فأمسك الحُسين رضي الله عنه بثوبه ، وقال : لا صبر لي على هجرانك يا أبتاه . فزوّجاهُ .
ورواهُ الطبراني في (( الكبير )) من حديث أسلم مولى عمر رضي الله عنه ، قال : (( دعا عمر بن الخطاب عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنهما فسارَّهُ ، ثم قام عليٌّ فجاء الصُّفَّة ، فوجد العباس وعقيلاً والحسين رضي الله عنهم – وذكر القصة - .
وفيها : أنّ علياً رضي الله عنه قال : أخبرني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... .. )) وذكرهُ .
ومن طريق أسلم رويناه في (( الذرية الطاهرة )) للدولابي ، وكذا هو فيها من حديث واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر ، عن بعض أهله .
قال : خطب عمر إلى علي رضي الله عنهما ابنته أم كلثوم وأمُّها فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه الله عنها ، فقال له عليٌّ : إنّ عليَّ فيها أمراء ، حتى أستأذنهم .
فأتى ولد فاطمة رضي الله عنهم ، فذكر ذلك لهم ، فقالوا : زوّجهُ ، فدعا أمّ كُلثوم وهي يومئذٍ صبية .
فقال : انطلقي إلى أمير المؤمنين فقولي له : إنّ أبي يُقرئُك السلام ، ويقول لك : إنّا قد قضينا حاجتَك التي طلبت .
فأخذها عمر رضي الله عنه فضمّها إليه ، وقال : إنّي خطبتها إلى أبيها ، فزوجنيها .
فقيل : يا أمير المؤمنين ! ما كنت تريد إليها صبيةٌ صغيرة ؟
فقال : إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كلّ سبب منقطعٌ يوم القيامة ، إلا سببي )) . فأردتُ أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبُ صهرٍ .
قال البيهقي رحمه الله . ورواه ابن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين ، وروى عقبة بن عامر ، عن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم – يعني مثلهُ - .
ورويناه في (( فوائد تمّام )) من حديث الثوري عن خالد بن سعد بن عُبيدة ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنه الله عنهما قال : قال عمر رضي الله عنه الله عنه – وخطب أم كلثوم إلى عليٍّ – رضي الله عنهما : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كلّ نسب وصهر منقطع ، إلا نسبي وصهري )) .
وعن فاطمة ابنة الحُسين ، عن جدتها فاطمة الكبرى رضي الله عنه الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كلّ بني أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة ، فأنا وليّهم وعصبتهم )) .
أخرجه الطبراني في (( الكبير )) من طريق عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة ابنة الحسين ، بهذا .
وكذا أخرجه أبو يعلى ، ومن طريقه الديلمي في (( مسنده )) عن عثمان بن أبي شيبة بلفظ : (( لكل بني أم عصبةٌ ينتمون إيه إلا ولدَ فاطمة ، فأنا وليُّهما وعصابتهما )) .
ومن طريق حُسين الأشقر ، عن جرير بنحوه . ولكن شيبة ضعيف ، ورواية فاطمة عن جدتها رضي الله عنهما مرسلة .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب )) .
أخرجه الطبراني في ترجمة الحسين من (( الكبير )) أيضاً ، من طريق يحيى بن العلاء الرازي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر رضي الله عنه الله عنه .
وأخرجه أبو المجيد الحاكمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا دخل عليٌّ رضي الله عنه الله عنه فسلم ، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام ، وقام وعانقه وقبَل بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه . فقال العباس : يا رسول الله أتُحبُه ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( يا عم ، والله للهُ أشدُّ حباً له مني . إن الله جعل ذرّية كل نبي في صُلُبه وجعل ذريتي في صُلب هذا )) .
وبعضها يُقوّي بعضاً . وقول ابن الجوزي وقد أورده في (( العلل المتناهية )) : إنه لا يصح ، ليس بجيد .
وفيه دليلٌ لاختصاصه صلى الله عليه وسلم بانتساب أولاد ابنته إليه ، ولهذا قال في (( الروضة )) تبعاً لأصلها في الخصائص : (( وأولاد بناته ينسبون إليه صلى الله عليه وسلم ، وأولاد بنات غيره لا يُنسبون إلى جدّهم ، في الكفاءة وغيرها )) .
زاد في (( الروضة )) : كذا قاله صاحب (( التلخيص )) ، وأنكره القفال وقال : لا اختصاص في انتساب أولاد البنات .
وأيّدهُ في (( الخادم )) : بأنه ظاهرُ كلام ابن حبان في (( صحيحه )) ، فإنه ثم ذكر حديث : (( بيننا النبي صلى الله عليه وسلم يخطُبُ ، إذ أقبل الحسن والخسين رضي الله عنه الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يقومان ويعثران . فنزل إليهما فأخذهما وقال { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } . انتهى .
وفي (( صحيح البخاري )) عن أبي بكرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله يقول على المنبر والحسن رضي الله عنه إلى جنبه ينظرُ إلى الناس مرةً وإليهما مرةً ، ويقول : (( ابني هذا سيدٌ ، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين من المسلمين )) .
قال البيهقي رحمه الله : وقد سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم ابنه حين ولد ، وسمى أخويه بذلك حين ولدا . فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : (( ما سميت ابني ؟ )) . ثم ساقه من حديث هانئ بن هانئ ، عن علي رضي الله عنه .
وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إني سميت بنيّ هؤلاء ، بتسمية بني هارون... )) الحديث .
وكذا في حديث قابوس بن المُخارق الشيباني ، عن أبيه ، قال جاءت أمُّ الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني رأيت بعض جسمك فيَّ ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( نعم . ما رأيت تلدُ فاطمة غلاماً وتُرضعيه بلبن قُثم )) .
قالت : فجاءت به ، فحملهُ النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ، فبال ، فلطمته بيدها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أوجعت ابني )) . الحديث .
وقد سلك البيهقي نحواً مما سلكهُ ابن حبان رحمهما الله ، حيث قال في الوقف (( باب من يتناوله اسم الولد )) ، ثم ذكر فيه أنّهُ عليه الصلاة والسلام سمّى أولاد عليّ رضي الله عنه الله عنهم باسم الابن ، وأنه عليه الصلاة والسلام أخذ الحسن والحُسين رضي الله عنه الله عنهما وتلا : { إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ } .
وظاهرهُ المشي على عدم الخصوصية ، كما نقله النووي عن القفال . والحديث المذكور أولاً ، يُخالفُهُ .
وأما حديث : (( كلُّ نسبٍ )) فقد ترجم عليه البيهقي رحمه الله :
وللحديث الماضي في ذلك طرقٌ منها : عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله قال : (( كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي )) .
رواه الطبراني في (( الكبير )) .
وعن أم بكر ، عن أبيها المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار ، إلا صهري )) .
أخرجه الطبراني وكذا البيهقي بلفظ : (( ينقطع كل نسبٍ إلا نسبي وسببي وصهري )) .
وساقه أيضاً من طريق أمّ أبي بكرٍ ابنةُ المسور ، عن عُبيد الله بن أبي رافع ، عن المسور رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( فاطمةُ بضعةٌ مني ، يقبضُني ما قبضها ، ويبسطني يا بسطَها . وإنَّ الأنساب يوم القيامة تنقطع ، غير نسبي وسببي وصِهري )) .
وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً ، أشار إليه البيهقي رحمه الله تعالى .
وعن محمد بن زياد : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسنُ بن عليٍّ رضي الله عنه الله عنه تمرةً من تمر الصدقة ، فجعلها في فيه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كخ كخ )) ليطرحها . ثم قال : (( أما شعرت أنّا لا نأكل صدقةً )) . متفقٌ عليه .
وفي لفظ لمسلم : (( إنّا لا تحلُّ لنا الصدقة )) .
ولأحمد من حديث معمر ، عن محمد بن زياد : (( إنَّ الصدقة لا تحل لآل محمد )) .
وكذا عند أحمد والطحاوي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فمرّ علي جرين من تمر الصدقة ، فأخذتُ منهُ تمرةً فألقيتها في فيَّ . فأخذها بلعابها فقال : (( إنّا آلُ محمد لا تحلُّ لنا الصدقة )) . وإسنادهُ قوي ، وهو عند الطبراني والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري رضي الله عنه الله عنه نحوه .
ولابن أبي شيبة والخلال من حديث ابن أبي مُليكة ، عن عائشة رضي الله عنها قال : (( إنا آل محمد ، لا تحلُّ لنا الصدقة )) . وسندهُ حسن .
وعند أصحاب السنن وصححه منهم الترمذي ، وكذا ابن حبان وغيره ، عن أبي رافع رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنّا لا تحل لنا الصدقة ، وإنَّ مولى القوم من
أنفسهم )) .
ورواه الطبراني في (( الكبير )) من حديث الحكم عن مقسم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم الزّهري على السعاية ، فاستتبع أبا رافع رضي الله عنه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال : (( يا أبا رافع ، إنّ الصدقة حرامٌ على محمد وعلى آل محمد ، وإنّ مولى القوم من أنفسهم )) .
وقد تقدم حُكم الصدقة في (( الباب الأول )) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( المهديُّ من عترتي ، من ولد فاطمة )) رضي الله عنها .
أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، والبيهقي وآخرون .
وفي لفظٍ لابن المنادي في (( الملاحم )) عنها قالت : ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي فقال : (( نعم ، هو حقٌّ ، وهو من ولد فاطمة )) رضي الله عنها .
وله من حديث قتادة رضي الله عنه قال : قلتُ لسعيد بن المُسيب : أحقٌّ المهدي ؟ قال : نعم ، هو حقٌّ . قلتُ : ممن هو ؟ قال : من قريش . قلتُ : من أيّ قريش ؟ قال : من بني هاشم .
قلتُ : من أي بني هاشم ؟ قال : من ولد عبد المطلب . قلتُ : من أي ولد عبد المطلب ؟ قال : من أولاد فاطمة ؟ قالت من أي ولد فاطمة قال : حسبك الآن .
وعن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم ، لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً )) . رواه أبو داود ولأحمد وابن ماجة وغيرهما ، عن علي رضي الله عنه الله عنه رفعه : (( المهدي
منا أهل البيت ، يصلحهُ الله في ليلة )) .
وللطبراني عنه أيضاً رفعه : (( المهديُّ منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة )) .
والطبراني عنه أيضاً رفعه : (( المهديّ منا ، يُختمُ الدينُ بنا كما فتح بنا )) .
ولنُعيم بن حماد عن علي رضي الله عنه قال : (( المهدي مولده بالمدينة ، من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، اسمهُ اسم نبيّ ، ومهاجرهُ بيت المقدس . كثُّ اللحية ، أكحلُ العينين ، برّاق الثنايا ، في وجهه خالٌ ، أقنى أجلى ، وفي كتفه علامة النبي . يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مُرط بخَمْلةٍ سوداء مرقعة ، فيها حُجَرٌ لم تُنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تنشر حتى يخرج المهدي ، يمدُّهُ الله بثلاثة من الملائكة يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم ، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين )) .
ولأبي داود في (( سُننه )) عن عليّ رضي الله عنه : أنه نظر إلى ابنه الحُسين رضي الله عنه الله عنه ، وقال : إنَّ ابني هذا سيّدٌ كما سمّاهُ النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجلٌ يُسمى باسم نبيكم ، يشبهُهُ في الخُلُق ، ولا يشبهه في الخَلق .
قال : ثم ذكر قصّته ، يملأ الأرض عدلاً .
وله أيضاً عن علي رضي الله عنه : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يخرج رجلٌ من وراء هذا النهر يُقال له : الحارثُ بن حرّاث ، على مقدمته رجلٌ يُقال له : منصور ، يوطّئُ – أو يمكّنُ – لآل محمد صلى الله عليه وسلم كما مكّنت قريشٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجب علي كلّ مؤمنٍ نصرتُهُ – أو قال : إجابته - )) .
وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المهديُّ مني ، أجلى الجبهة أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً – أو ظلماً – يملك سبع سنين )) . أخرجه أبو داود .
وفي لفظ عند أحمد : (( لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظُلما وعُدواناً ، ثم يخرج من عترتي – أو من أهل بيتي – من يملؤها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً )) .
وفي آخر عند الحاكم في (( صحيحه )) : (( ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم ، لم يُسمع ببلاء أشدَّ منه ، حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة ، وحتى لا يجد الرجل ملجأ . فيبعث الله رجلاً من عِتْرتي أهل بيتي ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظُلماً وجوراً ، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض ، ، وترسل السماء قطرها ، وتُخرج الأرض نباتها ولا تُمسكُ منه شيئاً ، يعيش فيه سبع سنين ، أو ثمان ، أو تسع . يتمنى الإحياء الأمواتُ مما صنع الله عزّ وجل بأهل الأرض من خيره )) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو لم يبق من الدّنيا إلا يومٌ ، لطوّل الله ذلك اليوم ، حتى يبعث الله فيه رجلاً منّي – أو مِنْ أهل بيتي – يواطئ اسمهُ اسمي ، واسمُ أبيه اسمُ أبي ، يملؤ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظُلماً وجوراً )) .
أخرجه أبو داود .
وسيأتي عن ابن مسعود رضي الله عنه في (( الباب العاشر )) شيءٌ من هذا .
وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( هو رجلٌ من عترتي ، يُقاتل على سُنَّتي كما قاتلت أنا على الوحي )) . أخرجه نُعيم بن حماد .
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( المهديُّ رجلٌ من ولدي ، وجهُهُ كالكوكب الدري ، اللون لون عربي ، والجسم جسم إسرائيلي . يملؤ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً ، يرضى بخلافته أهلُ السماء وأهلُ الأرض ، والطير في الجو ، يملك عشرين سنة )) .
أخرجه الرّوياني ، وكذا الطبراني . وعنه أبو نعيم ، ومن طريقهما الديلمي في (( مسنده )) .
للطبراني أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه رفعه : (( يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام ، كأنما يقطر من من شعره الماء ، فيقول المهدي : تقدّم صلّ بالناس ، فيقول عيسى عليه السلام : إنما أُقيمت الصّلاة لك ، فصلّ . فيُصلي خلف رجل من ولدي ... )) وذكر باقي الحديث .
وعن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( نحنُ ولدُ عبد المطلب سادةُ أهل الجنة أنا ، وحمزة ، وعليٌّ ، وجعفر ، والحسن والحسين ، والمهدي )) . رضي الله عنهم ، رواه ابن
ماجة .