انت غير مسجل معنا بالمنتدى
برجاء التسجيل بالمنتدى والتفاعل
وشكرا جزيلا لزيارتك
انت غير مسجل معنا بالمنتدى
برجاء التسجيل بالمنتدى والتفاعل
وشكرا جزيلا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضائل آل البيت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:32

بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلَّم

الحمد لله الذي فضَّل أهل البيت النبوي بالشرف ، وجعل المُعوَّل على اقتفاء منهلهم السويّ المُجانب للتقتير والسَّرف ، وأكرم بالوقوف على مرتبتهم من اختاره ، وألهم إلى العُكوف على محبَّتهم من صيّرها شعاره ودثاره ، وزان قوماً بالسعي في مصالحهم ، فهان بما أَلفوه لهم من الرعي قدر مُكافحهم ، لتضمُّن ذلك الإجلال لنبينا المُطَلَّبي الهاشمي القرشي ، وتحصّن كلٌّ منهم بالامتثال في صنيعه من الرَشي والمُرتشي ، خصوصاً إن انضم إليه الإحسان باللَّحظ للعلماء ، لا سيما المُحدِّثين الذين صاروا أقل من القليل بيقين . وكان حريصاً فجلب ما ينفعهم بالبنان مع اللفظ والإجلال المُبين ، لاختصاصهم عن سائر الفِرق نُطقاً وكتابةً في الورق ، بكثرة الصلاة على من اختاره الله واصطفاه وانتصابهم مع الأرق ، لتبين ما يندفع به اللُّبس والاشتباه ، حتى كأنهم المعنيون بقول الشارع :
(( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة )) .

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الكرام ، وتابعيهم القائمين بنشر سنته باهتمام .

وبعد :

فهذا تصنيف شريفٌ في العِتْرة العَطرة الطيبة ، والذُّرية البهيّة المنتخبة . اشتمل على مقدمة وخاتمة بينهما فصولٌ ، وفوائد مهمّة بالبرهان قائمة من مقبول المنقول ، جَمعتُه امتثالاً لإشارة من ارتقى بما انتقى من محاسن والده ، وذاق بفهمه الذي راق حلاوة ما استجبناه من ثمر العلم وفوائده . زادَه الله حيث حَشى من جميل الثناء سمعه ، ومشى بما رأى فيه نفعه من طريف الخير وتالده ، وأبعده سعادة أوليائه ، ومتع بدوام حياته وبقائه .

وذلك بعد تطلُّبي (( ذخائر العُقبى في مناقب ذوي القربى )) لشيخ الحجاز المُحب الطبري أبي جعفر – الذي طالعتُهُ فيما مضى وغبر ، فما وجدت الآن مَنْ عنه أخْبر - ، ثم بعد الانتهاء من هذا الجمع ، والاقتفاء فيه بما تقرّ به العين ويلذُّ في السمع ، رأيت المصنّف المشار إلأيه ، والمرغوب في الوقوف الآن عليه ، فوجدت غاية غرضه ونهاية منتهضه ، تفصيل فضائل أكثر من أشرت لاسمه في الفاتحة ، والتطويل بما لا يُبينه من الموضوع والمنكر ، فضلاً عن الضعيف مع سعة علمه ، إلى غير ذلك من التساهل والمسامحة .

فعلمت بذلك صحة مقاله حافظ بلده ، حيث وصفه بهذا وعدَّه في منتقده . بل قال شيخنا – وناهيك به من مثله – إنه كثير الوهم في عزوه للحديث ونقله ، هذا مع أنه لم يكن في زمنه مثله في الحرم ، بل قيل : إن مكة لم تُخرج بعد إمامنا الشافعي نظيره ، ولكنها مقالةٌ مخدوشةٌ ، مع أنها لا تشفي من هذا الألم .

على أنّي لو مشيت في هذا المَهْيع ، لَجَاء في عدة مجلدات فيها الكفاية والمَقْنع ، مع بيان السمين من الهزيل ، والثابت المكين من المُزلْزَل العليل . إذ قد جمع الأئمة في كُلّ من عليّ والعباس ، والسّبطين رضي الله عنهم تصانيف منتشرة في الناس ، وكذا أفردت مناقب الزهراء رضي الله عنها وغيرها ممن علا شرفاً وفخراً .

لكن ليس غرضُ السائل إلا إجمال الفضائل التي يندرج فيها من بعدهم ، ويبتهج بها من جعل دَيْدَنَه حُبَّ أهل البيت وودَّهم .

وقد أتيت من ذلك بما لم أقف عليه في ديوان ، وقلدتُ المُحِبَّ في أشياء أضفتها إليه من غير بيان ، وسميته : (( استجلاب ارتقاء الغُرف بحبّ أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوي الشَّرف )) .

والله أسأل أن ينفع مُصنِّفه وجامعه ، وكاتبه وقارئه ، وسامعهُ وجميع المسلمين ، آمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:34

المقدمة


فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم المنسوبين إلى جده الأقرب عبد المطَّلب

وهو : شيبةُ الحمد بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدّ بن عدنان .
* ممن صَحِب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أو رءاه من ذكرٍ أو أنثى .
فأولاد عبد المطلب نفسه هم : حمزة ، والعباس رضي الله عنهما ، وهما اسمان غير منافيان للإسلام ، وصفيّة ، وأميمة ، وأروى ، وعاتكة ، على خُلْفٍ في إسلام الثلاث الأخيرات .
فأما حمزة رضي الله عنه ، فله من الذكور خمسةٌ منهم : يعلى ، وعُمارة ، وعمر ، وعامر . ومن الإناث : أمُّ الفضل ، وفاطمة – وقيل : إنها هي التي قبلها – وأمامة . ولم يُعقِّب إلا من يعلى فقط ، فإنه وُلد له خمسة رجال لِصلبِه ، لكنهم ماتوا ولم يُعقِّبوا ، وانقطع نسل حمزة . قاله الزبير .
وأما العباس رضي الله عنه ، فله من الذكور عشَرة وهم : الفضل ، وعبد الله ، وقُثم ، عبيد الله ، ومَعبد ، وعبد الرحمن . أُمُّ هؤلاء الستة ، لُبابة الكبرى ابنتة الحارث الهلالية ،اُمُّ الفضل أخت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنهما .
وقيل لها : الكبرى ، للاحتراز عن أختها المسماة أيضاً لُبابة ، وهي أمّ خالد بن الوليد ، وكان يقال لهذه : الصغرى .
والحارث ، وكثير ، وعون ، وتمًّام .
وفيه يقول العباس رضي الله عنه :

تمّوا بتمامٍ فصاروا عشرةً يا ربّ فاجعلهم كِراماً بررة
واجعل لهم ذِكْراً وأنم الثَّمرة

وكان أكبرهم الفضل ، ثم عبد الله ، ثم قُثم . وسمى ابن دُريد في بني العباس : مُسهِراً وصبحاً ، وأنكرهما الزبير بن بكار ، فإن صح ، فلعلهما وُلدا بعد تمّام
قال أبو عمر رحمه الله : لكلّ من ولد العباس رُوايةٌ ، وللأولين سماع .
وعبد الله ثانيهما : هو البحر تًرجمان القرآن ، وهو جدُّ الخلفاء الذي كان أوَّلهم أبا العباس السفاح ، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .
استقر فيها في سنة اثنتين وثلاثين ومئة ، فأقام دون خمس سنين ، واستقر بعده أخوه أبو جعفر المنصور واسمه عبد الله ، وهو الذي بنى بغداد وسماها : (( مدينة السلام )) ، وطالت مُدّته .
قال المدائني رحمه الله فيما رويناه عنه : وَجَّهَ أبو جعفر رجلاً من بني عبس إلى الشام في حاجةٍ له في أول أمره ، فحمد صنيعه فيها ، فقال له : ارفع حوائجك ، فإنه ليس في كلّ وقت تؤمر بهذا .
فقال : يبقيك الله يا أمير المؤمنين ، فوالله ما استقصر أجلك ، ولا أخاف بخلك ، ولا اغتنم بذلك ، وإن عطاءك لزين ، وسؤالك لشرف ، وما بامرئٍ بذل وجهه إليك ، عارٌ ولا منقصة ، وإنك بهذا المقام ، وأنا بهذا الكلام أولى من أمية وابن جدعان ، حيث يقول فيه :

عطاؤك زيْن لامرئٍ إن حبوتهُ** عطاءً وما كلُّ العطاء يزينُ
وليس بشين لامرئِ بذل وجهه **إليك كما بعضُ السُؤال يشينُ
فأمر له بمئة ألف .
وقال عثمان بن عبد الرحمن رحمه الله فيما رويناه من طريقه في (( المُجالسة )) : عرضت عاتكة ابنة عبد الملك المخزومية أم إدريس وسليمان وعيسى بني عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب لأمير المؤمنين المنصور وقد وافى حاجاً ، فصاحت به وهو في الطواف .
فقالت : يا أمير المؤمنين ، احمل عنّي كلَّك ، أو أعنّي على حمله لك ، معي بنو عبد الله بن حسن صبيةٌ لا مال لهم ، وأنا امرأةٌ لستُ بذات مال . فأنشدُك الله أن يُفارق احتمالك ما يلزمك احتماله فيهم ، وأعنّي عليهم ، ولا تحوجني إلى اطِّراحهم ، فإني خائفةٌ عليهم إن فعلت ذلك ، أن يضيعوا .
فقال : يا ربيع ! من هذه فنسبها له .
فقال : هكذا والله ينبغي أن يكون نساء قومي ، وأمر بردّ ضياع أبيهم عليها لهم ، وأمر لها بألف دينار .
قال راويةعثمان : وكان هؤلاء حين قتل الحسين بن محمد (( بفخّ )) في أيام موسى ، فمضى إدريس إلى المغرب ، فيها ولده إلى اليوم ، انتهى .
وقد كان أخوهم محمد بن عبد الله خرج ومعه أخوه إبراهيم على المنصور ، وراسله يذكر فخره وفخر سلفه ، فردَّ عليه المنصور وذكر فخره وفخر سلفه . وفيهما فوائد ، لكن رأيت الإعراض عنهما هنا أدباً مع الفريقين .
وآل الأمر إلى أن بعث المنصور إليه عيسى بن موسى فقتله ، واستمرت الخلافة يتداولها منهم الخلف عن السلف ، مع ما اتفق في خلال ذلك ، مما لشرحه غير هذا المحل .
وبالجملة : فلم يبق من مُددٍ متطاولة لهم من ذلك ، إلا مُجرّد الاسم ، بل هُم كالمَحجور عليهم ، والله المستعان .
وقيل : إنه ما رُؤيت قبور إخوة أشدّ تباعداً بعضها من بعض ، من قبور بني العباس ، مع كونهم وُلدوا في دار واحدة . فالفضل بأجْنادين ، ومعبدٌ وعبد الرحمن بإفريقية ، وعبد الله بالطائف – وقد زرته هناك – وعُبيد الله باليمن ، وقُثم بسمرقند ، وكثير بينبُع .
ولعل الحكمة في ذلك : انتشار بركتهم في الآفاق ، وفي عَدِّ ( كثير ) في هؤلاء ، إشعارٌ بأنه من لُبابه أيضاً .
وقد قال الشاعر :

ما ولدَت نجيبةٌ من فَحْل ***كسبعة من بطنِ أم الفضْل
ولكن قال السُّهيلي رحمه الله : الأصحُّ في كثير ، أنَّ أُمَّهُ رُوميه ، والله أعلم .
وكان للعباس من الإناث : أم حيبب – أو حبيبة - ، وآمنة ، وصفية ، وأم الفضل .
وأما صفية ابنة عبد المطلب رضي الله عنها ، فهي أم الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب . أحد العشرة ، ووالدُ عبد الله الذي أُمُّه أسماء ابنة أبي بكر الصديق بن أبي قحافة ، وكفى عبد الله فخراً ، أنه هو وأمّه وجدُّها وأبوها – الذي هو أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم – صحابة .
وقول موسى بن عقبة رحمه الله المرويُّ عندنا من طريق البخاري في غير (( صحيحة )) ، لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم – يعني في نسقٍ – إلا هؤلاء الأربعة : أبو قحافة ، وابنه أبو بكر الصديق وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر ، وابنه أبو عتيق محمد متعقب بهذا ، إلا أن يكون بقيد الرجال . على أنه سيأتي في أواخر هذه المقدمة ، أنَّ شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد – جدُّ إمامنا الشافعي - ، ذُكِرَ هو أبوه وجدُّهُ وجدُّ أبيه في الصحابة ، على خُلْفٍ في عبد يزيد ، كما أوضحته مع تتمات لذلك في بعض التعاليق .
وكذا من أولاد صفية رضي الله عنها : السائب ، شهد بدراً وغيرها ، ولا عقب له .
وأما أميمة : فهي أم عبد الله ، وأبي أحمد ، وأم المؤمنين زينب ، وأم حبيبة ، وحَمْنة بني جحش بن رئاب بن يَعْمر الأسدي ، ولهم أخٌ سادس اسمه عبيد الله – بالتصغير - ، لكنه مات نصرانياً بأرض الحبشة بعد أن كان أسلم ، وتزوَّج صلى الله عليه وسلم امرأته أم حبيبة ابنة أبي سفيان .
وأما أروى : فهي أم طُليب بن عُمير بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصي بن كلاب بن مُرَّة . صحابي أيضاً ، ولا عقب له .
وأما عاتكة : فهي أم عبد الله ، وزهير ، وأم المؤمنين أم سلمة بني أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي .
ومن أولاد عبد المطلب ممن لم يُسلم : أبو طالب ، وأبو لهب ، واسم كل منهما مُنافٍ للإسلام، والزبير ، والحارث ، وأم حكيم البيضاء ، وبَرّة .
فأما أبو طالب : واسمه على الصحيح عبد منافٍ كجده ، فله من الأولاد : عليٌّ ، وجعفر ، وعقيل ، وأم هانئ واسمها على المشهور فاخته ، وجُمانة رضي الله عنهم ، وكُلهم أشقاء .
وكذا طالب الذي كني به ومات كافراً . أمُّهم فاطمة ابنة أسد بن هاشم صحابية أيضاً ، وهي ابنة عم زوجها .
فأولاد عليٍّ رضي الله عنه – ولو لا حظنا في ترتيب الأقرباء الأفضلية قدمنا – هم : الحسن ، والحسين ، ومُحسن ، وأم كلثوم ، وزينب . وكلهم من فاطمة رضي الله عنهم ـ وانتشر نسله منها في سائر الآفاق من جهة السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما فقط .
ويقال للمنسوب لأولهما : حَسني ، ولثانيهما : حُسيني .
وربما انتسب إليهما شخص واحدٌ باعتبارهم ، وقد يضم للحسين ممن يكون من ذرية إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإسحاقي ، فيقال :
الحسيني الإسحاقي ، وربما قيل له الحسيني الجعفري كما سيأتي .
وإسحاق هذا ؛ هو زوج السيدة الشهيرة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي .
واختصا – أعني السبطين رضي الله عنهما – بانتشار النسل منهما ، لمزيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما ، كما اختصت أمهما الزهراء رضي الله عنها عن أخواتها بنات النبي صلى الله عليه وسلم ، بكون نسله صلى الله عليه وسلم منهما فقط .
لأن عبد الله بن عثمان بن عفان ، من رقية رضي الله عنها مات قبلها بسنة ، وبتنصيصه صلى الله عليه وسلم على كونها بضعة منه ، أنها سيدة نساء أهل الجنة – إلا ما كان من مريم عليها السلام - .
وفي لفظ خاطبها به : (( أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين )) . وفي آخر : (( خير نساء العالمين مريم )) .
وفي آخر : (( خير نساء العالمين . مريم وآسية وخديجة وفاطمة )) . وقالت عائشة رضي الله عنها : (( ما رأيتُ أحداً قط أفضل من فاطمة ، غير أبيها )) .
إلى غير ذلك مع ما رُوي من دُعائه صلى الله عليه وسلم بالبركة في نسلها ، كما سيأتي .
وأنه لما نزل قوله تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } أرسل إليها وإلى زوجها وابنيها ، واشتمل عليهم بكسائه .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( هؤلاء أهل بيتي )) .
أما بقية أولاد فاطمة رضي الله عنها : فَمُحسن مات صغيراً ، وأم كلثوم عاشت حتى رَغِبَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه – كما سيأتي – في تزويجها ، ولمّا خطبها عمر من علي رضي الله عنهما . قال له عليٌّ رضي الله عنه : إن عليَّ فيها أُمراء ، حتى استأذنهم .
فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم ، فقالوا : زوِّجهُ . فدعا أم كلثوم – وهي يومئذ صبية – فقال : انطلقي إلى أمير المؤمنين ، فقولي له : إن أبي يُقرئك السلام ، ويقول لك : إنَّا قد قضينا حاجتك التي طلبت .
فأخذها عمر رضي الله عنه فضمها إليه ، وقال : إني خطبتها إلى أبيها فزّوجنيها . فقيل : يا أمير المؤمنين ، ما كُنت تُريد ، إنها صبية صغيرة ؟!
فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الحديث الآتي.. .
وولدت له زيداً ، ورقية .
فأما زيد ، فقتله خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب خطأً ، ولم يترك ولداً .
وكان موته فيما قيل هو وأمه في ساعةٍ واحدة ٍ ، فلم يُدْرَ أيُّهما قُبض قبل صاحبه ، ليرثه الآخر .
وأما رقية ، فتزوج بها إبراهيم بن نعيم النحّام ، فماتت عنده ، ولم تترك أيضاً ولداً ، فليس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ذرية من أم كلثوم ابنة فاطمة رضي الله عنهم .
ولما مات عمر رضي الله عنه ، دخل عليها أخواها الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا لها : إنك من عَرفتِ سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهم ، وإنك والله لئن أمكنت علياً من نفسك ، لينكحنك بعض أيتامه ، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالاً عظيماً ، لتُصيبِنّه .
فوالله ما قاما حتى طلع عليٌّ رضي الله عنه يتكئ على عصاةٍ ، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال : قد عرفتم مني يا بني فاطمة ، وأثرتكم عندي على سائر ولدي ، لمكانكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتكم منه .
فقالوا : صدقت ، رحمك الله ، فجزاك الله عنا خيراً .
فقال : أي بُنية ، إن الله قد جعل أمركِ بيدك ، فأُحب أن تجعليه بيدي .
فقالت : أي أبةِ ، والله إني امرأةٌ أرغب فيما ترغبُ فيه النساءُ ، فأنا أُحب أن أصيب ما تصيب النساء من الدنيا ، وأنا أُريد أن أنظر في أمر نفسي ,
فقال : لا والله يا بُنية ، ما هذا من رأيك ، ما هو إلا من رأيُ هذين – يعني أخويها – ثم قام .
فقال : والله لا أكلّمُ رجلاً منهما ، أو تفعلين . فأخذا بثيابه ، فقالا : اجلس يا أبة ، فوالله ما على هجرانك من صبر ، اجعلي أمرك بيده .
فقالت : قد فعلتُ . فقال : قد زوجتك من عون بن جعفر – يعني ابن أخيه – وإنه لغلام ، ثم رجع إلى بيته فبعث إليها بأربعة آلاف درهم ، وبعث إلى ابن أخيه ، فأدخلها عليه .
قال:راويه حسن بن حسن بن علي(فوالله ماسمعت بمثل عشق منها له منذ خلق الله)
زاد غيره : فلم ينشب عون أن هَلَكَ . فرجع إليها علي رضي الله عنه ، فقال : يا بنية ، اجعلي أمرك بيدي . ففعلت ، فزوجها محمد بن جعفر – الابن الآخر لأخيه - ، ثم خرج فبعث إليها بأربعة آلاف درهم ، ثم أدخلها عليه ، فمات عنها . فتزوجها عبد الله بن جعفر – الأخ الثالث للأولين – وماتت معه ، ولم يُصب منها ولداً .
والحاصل : أنه تزوج أمّ كلثوم بعد عمر ، ابن عمها عون بن جعفر بن أبي طالب ، ثم تزوجها بعد موته أخوه محمد بن جعفر ، ثم تزوجها بعد موته أخوه عبد الله بن جعفر . فماتت عنده ، ولم تلد لواحدٍ من الإخوة الثلاثة سوى للثاني ، ولدت له ابنة تُوفيت صغيرة ، فليس لها عَقبٌ .
وكذا عاشت زينب ابنة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما ، حتى تزوجها ابنة عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المذكور قريباً ، وولدت له عدة أولاد . منهم عليٌّ ، وفيه البقيةُ من ولده .
وأم أبيها تزوجها عبد الملك بن مروان ، ثم طلقها . فتزوجها علي بن عبد الله بن عباس ، وهي التي علمها أبوها كلمات الكرب (( لا إله إلا الله الحليم الكريم ... )) الحديث .
وأم كلثوم تزوجها ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب ، وولدت له عدة أولاد .
منهم : فاطمة التي تزوجها حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، وله منها عقب من ولده إبراهيم .
وبالجملة : فعقبُ عبد الله بن جعفر انتشر من عليّ وأم كلثوم ابني زينب ابنة فاطمة ، وكذا العقب في أولاد عبد الله بن جعفر من غيرها ، وهم : معاوية ، وإسحاق ، وإسماعيل .
وما عداهم من ولد عبد الله لا عقب له ، جزم بذلك الزبير .
وعرفت الآن ممن ينتسب لإسحاق بن عبد الله بن جعفر : محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي .
وممن ينتسب لإسحاق بن عبد الله بن جعفر : أبا بكر محمد بن علي بن حيدر بن حمزة بن إسماعيل بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم بن إسحاق .
ويقال لكل من انتمى إلى هؤلاء : جعفري ، وربما نُسب كما قدمت بعض ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب جعفرياً .
وهؤلاء لا نزاع في شرفهم أيضاً ، ولذلك وصف الحافظ عبد العزيز بن محمد النَّخْشَبي وغيره ، بعض المنسوبين إلى جعفر بالسيد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:34

وأما الجعافرة المنسوبون لعبد الله بن جعفر ، فلهم أيضاً شرفٌ لكنه يتفاوت . فمن كان من ولده من زينب سبطة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو بلا شك أشرف من غيرهم ، مع كون شرفهم لا يُوازي شرف المنسوبين إلى السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما ، لأفضليتهما عليها ، وامتيازهما بكثير من الخصوصيات .
كما أن أولاد علي رضي الله عنه من غير الزهراء رضي الله عنها ، وهم كثير . عقبه في محمد ، والعباس ، وعمر منهم خاصة ، مع كون لهم شرفٌ لكونهم من بني هاشم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريساً من كنانة ، واصطفى هاشماً من قريش ، واصطفاني من بني هاشم )) .
ولقوله صلى الله عليه وسلم(قال لي جبريل عليه السلام:قلبت مشارق الارض ومغاربهافلم أجد أب خيرا من بني هاشم...)الحديث
ولذلك رأيت شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله تعالى ، وصف بعض المنسوبين لجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب بقوله : شريفٌ من أهل البيت النبوي ، مع كون محمد هذا أمه خولة ابنة جعفر بن سلام بن قيس بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة المعروف بابن الحنفية ، لا يُوازى شرف من ينتمي إلى زينب ، فضلاً عن السبطين ، لفوات انتسابهم إليه صلى الله عليه وسلم . وقد كان علي رضي الله عنه رام أن يحصل له ذلك أيضاً بعد وفاة الزهراء رضي الله عنهما ، حيث تزوج ابنة أختها أمامة ابنة العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ، وهي سبطة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها زينب أول أولاده صلى الله عليه وسلم ، امتثالاً لوصية الزهراء رضي الله عنها له بذلك .
واستمرت معه حتى قُتل ، فتزوجت بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، امتثالاً لوصية علي رضي الله عنه لها ، بعد أن خطبها معاوية رضي الله عنها ، فامتنعت .
واستمرت عند المغيرة حتى ماتت ، ولم تلد له ولا لعلي رضي الله عنه أيضاً .
بل ليس لزينب رضي الله عنها عَقبٌ أصلاً ، فإن علياً ولدها من أبي العاص أيضاً ، مات وقد ناهز الاحتلام .
وقيل : إنما تزوج أُمامة بعد قتل علي رضي الله عنه ، أبو الهيَّاج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، لكن الأول أكثر ، ولما ذكرته من شرف بني هاشم ، وُصِفت ذرية العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرف . لكنهم يُطلقونه تارةً ، ويقيدونه أُخرى .
فوجدت الإطلاق في كلام غير واحدٍ من الأئمة الحُفّاظ ، وفي شيوخ فقيه المذهب النجم ابن الرِّفعة ، شخص يُقال له : الشريف العباسي ، مذكورٌ في الشافعية .
قال شيخنا رحمه الله في (( الألقاب )) : وقد لُقّب به – يعني بالشريف – كل عباسي ببغداد ، وكذلك كلُّ علويٍ بمصر .
وقال غيره : إنه يُقال لنقيب العباسيين ببغداد : نقيب الهاشميين ، ولنقيب العلويين : نقيب الطالبيين ، ومن يكون من بني العباس ، يُنسب قُرشياً ، وهاشمياً ، وعباسياً .
ويزاد لمن يكون من ذرية زينب ابنة سليمان بن علي – أم محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب – الزينبي .
وأما جعفر بن أبي طالب ، فأولاده : عبد الله ، ومحمد ، وعون ، الذين سلف ذكرهم ، وأمهم أٍسماء ابنة عُميس رضي الله عنها . وكذا من أولاد جعفر أحمد ، فيما قاله الواقدي وغيره .
وأما عقيل ، فله من الولد : مُسلم ، ومحمد . تابعيان ، ولثانيهما ابنٌ اسمه عبد الله ، أُمه زينب الصغرى ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وقد انقرض ولد عقيل إلا من ولد محمد .
وممن عرفته من بنيه : القاسم بن محمد ، وأبو الحسن علي بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم ، ابني عبد الله بن محمد بن عقيل .
وأما أم هانئ ، فلها : جعدة بن هُبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، له رُؤية . وله من الإخوة : هانئ ، ويوسف ، وعمرو . ولجعدة ابنٌ اسمه يحيى ، تابعيٌ وهو : أبو هارون .
وأما جُمانة – وهي بضم الجيم وميمٍ خفيفة ونون – فلها : أبو عبد الله جعفر بن أبي سفيان الآتي قريباً .
وإلى هنا انتهى ذكر بني أبي طالب .
وينسب إلى علي وجعفر وعقيل بـ (( الطالبيين )) لانتسابهم إلى أبي طالب ، ومن ذلك تسمية أبي الفرج الأصبهاني (( مقاتل الطالبيين )) ، لاشتماله على ذرية الثلاثة . وكذا صنف الجعابي (( تاريخ الطالبيين )) ، ولُقب نقيب العلويين كما سبق : نقيب الطالبيين ، ولكن الأكثر في المنسوبين لعلي بـ (( العلويين )) ، وفي النادر بـ (( الفاطميين )) ، ولو لم يكن من ذرية الزهراء رضي الله عنها .
ومنهم : أبو القاسم منصور بن أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن أبي طاهر الطيب بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي الفاطمي ، ولجعفر كما سلف بـ (( الجعفريين )) ، ولعقيل بـ (( العقيليين )) .
وأما أبو لهب بن عبد المطلب – واسمه عبد العُزّى – فله من الولد : مُعْتب ، وعُتبة أسلما يوم فتح مكة ، وأختهما دُرَّة أسلمت أيضاً قبلهما وهاجرت . ومُعتب هو والد مُسلم ، وله عَقبٌ . ومن ذريته عباس بن القاسم بن عباس بن محمد بن مُتعب .
وأما الزبير بن عبد المطلب ، فله من الولد : عبد الله ، وضُباعة ، وكانت زوجاً للمقداد بن الأسود رضي الله عنه ، وأم حكيم – أو أم الحكم – ويقال : إنها هي ضُباعة .
وأما الحارث بن عبد المطلب ، فله من الولد : ربيعة ، وأبو سفيان – واسمه المغيرة – ويقال : بل المغيرة آخر ، ونوفل ، وعبد شمس – الذي حوَله النبي صلى الله عليه وسلم فسماه : عبد الله – وسعيد ، وأروى .
فأما ربيعة أولهم – وكان أسن من عمه العباس - ، فله من الولد : عبد الله ، والمطلب ، وأروى ، زوجة حبَان بن منقذ الأنصاري .
وأما أبو سفيان ثانيهم ، فله من الولد : جعفر ، صحابي . قال أبو اليقظان : إنه لا عقب له ، وعبد الله يكنى : أبا الهيّاج ، ويقال : بل أبو الهياج غير عبد الله ، وعاتكة أم الفضل بن مُعتب بن أبي لهب .
وأما نوفل ثالثهم ، فله من الولد : المغيرة ، والحارث ، وعبيد الله ، وعبد الله ، وسعيد . فالحارث ثانيهم ، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض عمل مكة . والمغيرة أولهم ، وهو على الصحيح صحابي ، تزوج أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي رضي الله عنه ، ولذا ذكره البغوي وغيره .
ثالثهم : عبيد الله مذكور في الصحابة ، وعبد الله مذكورٌ في الصحابة أيضاً . وليَ قضاء المدينة لمروان في خلافة معاوية رضي الله عنه ، فكان أول من ولي قضاءها .
وأما سعيد خامسهم : فذكره شيخنا تبعاً لابن منده في الصحابة ، ولكن جزم أبو نعيم بخلافه .
قال شيخنا : وكلام الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث ، وللحارث أحد هؤلاء الخمسة ولدٌ اسمه عبد الله ، صحابي لا عقب له ، وآخر اسمه ربيعة ذكره البغوي في الصحابة . وثالثٌ اسمه عُبيد الله بالتصغير ، مذكورٌ في الصحابة . ورابعٌ اسمه عبد الله بالتكبير ، وهو الملقب (( بَبّه )) – بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة - ، أمه هند ابنة أبي سفيان ، وكذا يُقال : إن الحارث تزوج دُرّة ابنة أبي لهب ، وله منها : عُقبة ، والوليد ، وغيرهما .
وبَبَّة : هو والد إسحاق أحد التابعين ، وكذا من أولاده أيضاً : عبد الله ، وعُبيد الله . ومن ذُرية نوفل هذا : أبو خالد يزيد بن عبد الملك بن نوفل .
وأما رَابعهم : عبد الله ، فلا عقب له ، ولا رواية .
وأما خامسهم : سعيد ، فذكره شيخنا في الصحابة وضعف سند حديثه ، وقال : لم أر لسعيدٍ هذا ذكرٌ في كتب الأنساب .
قال : وقد ذكره الدارقطني في كتاب (( الإخوة )) ، وأورد له حديثاً آخر موقوفاً ، لكنه قال فيه : سعيد بن نوفل .
وأما أروى : فهي والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي ، ولها من أبي وداعة أيضاً أبو سفيان ، وأم جميل ، وأم حكيم ، والربعة .
وأما أم حكيم البيضاء إحدى من لم يُسلمن من بنات عبد المطلب : فهي أم عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي ، والد عبد الله أمير البصرة في زمن عثمان رضي الله عنه .
وأما برة ابنة عبد المطلب : فهي أم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي . أخي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع ، والذي كان زوجاً لابنة عمه أم المؤمنين أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ألحق النبي صلى الله عليه وسلم ببني هاشم ، بني أخيه المطلب . لما ثبت في (( البخاري )) وغيره عن جبير بن مُطعم رضي الله عنه – وهو من بني نوفل – قال : مشيت أنا وعثمان بن عفان رضي الله عنه – وهو من بني عبد شمس – إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أعطيت بني عبد المطلب وتركتنا ، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيءٌ واحدٌ )) – زاد في رواة - : (( وشبَّك بين أصابعه )) .
وفي أخرى : (( إن بني المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام )) .
قال البيهقي رحمه الله : وإنما قال ذلك – والله أعلم – لأن هاشم بن عبد مناف أبا جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزوج امرأةً من بني النجار بالمدينة ، فولدت له شيبة الحمد جدُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تُوفي هاشم وهو مع أُمه .
فلما ترعرع ، خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أُمه ، وقدم به مكة وهو مُردِفُه على راحلته ، فقيل : عبدٌ ملَكه المطلب ، فغلب عليه ذلك الإسم ، فقيل : عبد المطلب .
وحين بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، آذاه قومُه وهمَوا به ، فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مُسلمهم وكافرهم دونه ، وأبوا أن يُسلموه .
فما عرفت سائر قريش أن لا سبيل معهم ، اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتاباً على بني هاشم وبني المطلب ، أن لا يُناكحوهم ولا يبايعوهم . إلى آخر القصة المشروحة في غير هذا المحل من كتب السير والمغازي .
وكان يُقال لهاشم والمطلب : البدران ، فأحببت أن أذكر من وقفت عليه الآن من بني المطلب .
فمنهم : عبيدة ، والحصين ، والطفيل بنو الحارث بن المطلب بن عبد مناف ، ولثانيهم ولدٌ ذكره المَرْزُباني في (( معجم الشعراء )) ، وللثلاثة ابن أخ وهو : سفيان بن قيس بن الحارث .
ومنهم : القاسم ، والصّلتُ ، وقيس بنو مخرمة بن المطلب ، لهم صُحبة .
فأما الصلت : فهو والد جُهيم الصحابي أيضاً ، وأما قيس : فهو والد عبد الله ومحمد التابعيين . بل يُقال : لأولهما صُحبة ، ولثانيهما إدراك . والأول هو والد محمد ومطلب ، والثاني هو والد حكيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمة .
ومنهم أبو نبقة ، عبد الله بن علقمة بن المطلب ، صحابي ، وله ابنان : الهُذيم ، وجُنادة صحابيان أيضاً ، استشهدا باليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه .
ومنهم : عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، صحابي ، وله ابنان : الهُذيم ، وجُنادة صحابيان أيضاً ، استشهدا باليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه .
ومنهم : عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، أمه الشَفاء ابنة هاشم بن عبد مناف . وكان يقال له : (( المَحضْ)) لا قذى فيه ، ويقال : أن له صحبة . وله أربعة أولاد : رُكانة ، وعُجير ، وعُمير ، وعُبيد ، أمهم العجلة ابنة عجلان الليثية ، من بني سعد بن ليس بن بكر بن عبد مناةَ بن كنانةَ .
فأما رُكانة : فله يزيد ، وطلحة ، وكذا فيما قيل عليٌّ . وليزيد ابنٌ اسمه عليٌّ ، لكنه تابعي ، وهو والد عبد الله ، ومحمد .
وأما عُجير ، فله نافعٌ صحابيٌ ، وهو والد محمد .
وأما عُبيد ، فله السائب الذي قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه : اذهبوا بنا إلى السائب نعودُهُ ، فإنه من مُصاصةِ قريش .
بل قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنَّه أخي ، وأنا أخوه )) .
وأمه الشفاء ابنة الأرقم بن هاشم بن عبد مناف ، وأمها خالدة ابنة أسد بن هاشم أخت فاطمة بن أسد ، والدة عليّ بن أبي طالب .
وللسائب عبد الله والي مكة ، وشافعٌ جدُّ إمامنا الإمام الأعظم والمجتهد المقدم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ، وحينئذ فشافعٌ هو وأبوه وجده وجدُّ أبيه صحابةٌ ، على خُلْفٍ في عبد يزيد . ويُضاف ذلك لبيت الصديق رضي الله عنه كما تقدم ، ويُعدُّ ذلك في مفاخر إمامنا رضي الله عنهم .
وعثمان ابنه عاش إلى خلافة أبي العباس السفاح وله ذكر في قصة بني المطلب لما أراد السفاح إخراجهم من الخُمْس وإفراده لبني هاشم ، فقام عثمان في ذلك حتى ردَّهُ على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وللسائب حفيدٌ اسمه عبيد الله بن علي ، وكذا لشافع حفيداسمه محمد بن علي ، بل ومن ذريته محمد بن العباس بن عثمان بن شافع ، والد إبراهيم وعبد الله ، في آخرين يطول ذكرهم .
ومنهم : مسطح بن أُثاثة بن عباد بن عبد المطلب ، ابن ابنة خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وكذا خاطب العباس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان صخر بن حرب بن أمَّية بن عبد شمس بن عبد مناف ، بقوله : (( إنَّه ابن عمنا )) .
وهو كذلك ، فإن عبد شمس ، هو أخو هاشم والمطلب ، وهو جدُّ كلٍ من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، ثالث الخلفاء الراشدين ، وصهر النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتيه .
وصهر النبي صلى الله عليه وسلم الآخر : أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ، وأمه هالة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، أخت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهم .
ولهؤلاء الثلاثة أخٌ رابعٌ ، لكن لأبيهم فقط ، وهو نوفل جد جبير بن مُطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وكانت العرب تُسمي الأربعة : أقداح النُّضار .
كما رويناه في الفوائد الملحقة بأخر (( الذرية الطاهرة )) من طريق محمد بن الحسن قال : قال عمر بن أبي ربيعة :

نظرت إليها بالمُحصَب من مِنى*** ولي نظرٌ لولا التحرج عَازمُ
فقلت : أشمسٌ أم مصابيح بيعةٍ بدت*** لك يوم السجف أم أنت حالمٌ
بعيدةٌ مهوى القُرط أُماً لنوفلٍ*** أبوها وأُمّا عبد شمس وهاشم
فلم أستطعها غير أنّ قد بدا*** لنا عشيةَ راحت وجهها والمعاصم
معاصم لم تضرب علي البُهم بالضُحى*** عصاها ووجهٌ لم تلحَه السمائم
نضَارٌ ترى فيه أساريع مائه ***صبيحٌ تٌعاديه الأكف النواعم
ومن طريق أبي الحسن الأثرم ، قال : كان يقال لهم المجيرون .
وفيهم قيل :


يا أيها الرجل المحمول رحله*** هلا نزلت بآل عبد مناف
وقال الشاعر :

نزلوا بمكة قبائل في قبائل ***نوفل ونزلت بالبيداء أبعد منزل
وهؤلاء ممن يشملهم اسم القرابة ، بل قيل في العِترة – وهي بالمثناة - : إنهم الأقربون والأبعدون معاً ، حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه – وهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، الذي يلتقي نسبه مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم - . نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبيضته التي تفقأت عنه .
لكونه رضي الله عنه من قريش ، ولكن المشهور والمعروف ؛ أن عِترته أهل بيته الذين حرمت عليهم الزكاة .
ويؤخذ ذلك من قول أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين شاور أصحابه في أُسارى بدر : (( عِترتك وقومك )) .
فإنه أراد بعترته العباس رضي الله عنه ، ومن كان فيهم من بني هاشم ، وقومه قريشٌ .
إذا علم هذا فقد وقع الاصطلاح على اختصاص ذرية السبطين عن سائر من تقدم بالشطفة الخضراء ، لمزيد شرفهم كما أسلفت .
ويقال في سبب كونها خضراء : أن المأمون رحمه الله ، أراد أن يجعل الخلافة في بني فاطمة رضي الله عنها فاتخذ لهم شعاراً أخضر وألبسهم ثياباً خضراء ، لكون السواد شعار العباسيين ، والبياض شعار سائر المسلمين في جُمعهم ونحوها ، والأحمر مختلفٌ في كراهته والأصفر شعار اليهود بأخره .
بل ورد أن الملائكة عليهم السلام يوم بدر ، خرجوا بعمائم صفر .
ثم أنثنى عزمه عن ذلك ، ورد الخلافة إلى بني العباس ، فبقي ذلك شعاراً لأشراف العلويين من الزهراء رضي الله عنها . لكنهم اختصروا الثياب إلى قطعة من ثوب أخضر توضع على عمائمهم شعاراً لهم ، ثم انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن .
فقد قرأت في حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة من (( إنباء )) شيخنا رحمه الله ما نصه :
وفيها : أمر السلطان الأشرف أن يمتازوا عن الناس بعصائب خُضر على العمائم ، ففُعل ذلك في مصر والشام وغيرهما . وفي ذلك يقول أبو عبد الله بن جابر الأندلسي الأعمى نزيل حلب :

جعلوا لأبناء الرسول علامةً ***إنّ العلامة شأنُ من لهم يُشهَر
نورُ النبوّة في كريم وُجُههم ***يُغني الشريف عن الطِّراز الأخضر
وقال في ذلك جماعة من الشعراء ما يطولُ ذكره ، ومن أحسنه قول الأديب شمس الدين محمد بن إبراهيم بن بركة الدمشقي المزيّن . وأنشدني إياه إجازةً :


أطراف تيجانٍ من سُندسٍ*** خُضرٍ بأعلام على الأشراف
والأشْرف السّلطان خصّهم*** بها شرفاً ليفرقهم عن الأطراف
انتهى
والأشرفُ هو : السلطان شعبان بن حسين بن الناصر محمد قلاوون .
ويُقال : إن الأصل في لُبْس الخلفاء العباسيين السواد ، كونه صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعلى رأسه عمامة سوداء ، قد أرخى طرفها بين كتفيه . فتفائل الخُلفاء بذلك ، لكونه كان في ذلك اليوم منصوراً على الكفار ، فاتخذوه شعاراً ليكونوا دائماً منصورين على أعدائهم ، بل كانت ذُرية العباس رضي الله عنه يتميَّزون بالشطفةِ السوداء إلى آخر وقتٍ ، على ما أخبرني به من شاهدهُ من شيوخنا ، ثم بَطَل .
وقد سأل الرشيد الأوزاعي رحمهما الله عن لُبْس السواد ، فقال : إني لا أُحرِّمه ، ولكن أكرهه . قال : ولما ؟
قال : لأنه لا تُجلى فيه عروس ، ولا يُلبي فيه محرم ، ولا يُكفن فيه ميت .
ثم التفت الرشيد إلى أبي نواس وقال : فما تَقول أنت في السواد ؟
فقال : النور في السواد يا أمير المؤمنين – يعني أن الإنسان يبصر بسواد عينيه - .
ثم قال : يا أمير المؤمنين ، وفضيلةٌ أخرى : لا يُكتب كتابُ الله إلا به ، وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقوال العلماء لا تُكتب إلا به ، وهو مُضافٌ إلى الخلافة .
قال : فلما سمع الرشيد هذا الوصف في السواد ، اهتز طرباً وأمر له بجائزة سنيَّة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:35

(( تتمة ))

قد عُلمَ من هذه المقدمة الإشارة إلى جُملٍ في فن الأنساب الذي هو من جُملة فنون الأثر، وهو فنٌ جليلٌ يتضمن معرفة نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ينتمي إليه ، والتمييزَ بين بني عبد مناف هاشميها ، ومطلبيها ، وعَبْشَميها ، ونوفليها . وبين قُريش من كنانة ، والأوس من الخزرج ، والعربي من العجمي ، والمولى من الصريح .
ومن فوائده الشرعية :
الخلافةُ والكفاءةُ ، وتجنُّب تزويج ما يَحرمُ عليه ، ممن تلقّاه بنسبٍ في رحم مُحرَّمة ، والقيام بمن تجب عليه نفقتُهُ ، ومعرفةُ من يتصل به ممن يَرثه . وكذا معرفة ذوي الأرحام المأمور بصلتهم ومُعاونتهم ، ومعرفة الأنصار ليقوم بوصية النَّبي صلى الله عليه وسلم بهم ، وغير ذلك مما يطول شرحه .
وقد قال تعالى : { وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } .
أي: ليحصل التَّعارف بينكم ، كلٌّ يرجع إلى قبيلته .
وقال مجاهد رحمه الله : أي ليعرف بعضكم بعضاً بالنسب ، كما يُقال : فلان بن فلان ، من كذا وكذا . أي من قبيلة كذا وكذا .
وقال الثوري رحمه الله : كانت حِمْيَر ينتسبون إلى مَخاليفها ، وكانت عربُ الحجاز ينسبون إلى قبائلها .
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه علاّمةٌ بالأنساب ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه بهجاء المشركين ، وقال له : إنه لا عِلم لي بقريش .
قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : (( أخبره عنهم ، ونقّب له في مثالبهم )) . ففعل ، وحينئذ قال حسان رضي الله عنه : لأَسُلنَّك – أي لأُخَلِّص – نسبك من هجوهم ، بحيث لا يبقى شيءٌ من نسبك فيما ناله الهجو ، كالشعرة إذا انسلّت ، لا يبقى عليها شيءٌ من أثر العجين .
وفي (( جامع الترمذي )) و (( مسند أحمد )) من حديث يزيد مولى المُنبعث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تعلموا من أنسابكُم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلةَ الرَّحم محبةٌ في الأهل ، مَثراةٌ في المال ، مَنسأةٌ في الأثر )) .
وقال : إنه غريبٌ ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه .
قلتُ : لكن له شاهدٌ عند البغوي ، والطبراني ، وابن شاهين وغيرهم ، من حديث عبد الملك بن يعلى ، عن العلاء بن خارجة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وذكر مثله . لكنه قال : (( منسأةٌ في الأجل )) .
إلا أنه كما قررتُ فيما كتبته من شرح الترمذي مُعْضَلٌ ، أو مُنقطعٌ .
والصَّواب فيه : عبد الملك بن عيسى بن العلاؤ بن جاريّة ، روايةً عن يزيد مولى المنبعث ، أو عن ولده عبد الله بن يزيد ، والله الموفق .
وفي (( الأدب المفرد )) للبخاري من حديث محمد بن جُبير بن مُطعم ، عن أبيه رضي الله عنه : (( أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول : تعلّموا أنسابكم ، ثم صلوا أرحامكم .
والله إنه ليكون بين الرجل وأخيه الشيء ، ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلةِ الرحم ، لأوزعه ذلك الشيء عن انتهاكه )) .
وأما ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( علمُ النَّسب علمٌ لا يَنفع ، وجهالةٌ لا تضرّ )) .
فرواه أبو نُعيم وابن عبد البر ، ومن طريق أولهما أورده الرُّشاطي .

وأوله ُ : (( مرَّ برجل فقال : ما هذا ؟ ، قالوا : علاّمةٌ بالنسب )) ، فكلامٌ لا يثبت .
وكذا رُوي عن عمر رضي الله عنه أيضاً ، ولا يثبت .
ولهذا قال ابن عبد البر رحمه الله : لم يُنصف من زَعم أن عِلْمَ النسب عِمٌ لا ينفع ، وجهلٌ لا يضر .
وقال ابن حزم رحمه الله : إن فيه ما هو فرضٌ على كل أحد ، وما هو فرضٌ على الكفاية ، وما هو مستحبٌ .
ثم فصًّل ذلك بما يطُول إيراده .
وبالجملة : فالذي يَظْهُر – كما قاله شيخنا رحمه الله - : حملُ ما ورد من ذَمّهِ على التعمُّق فيه ، حتى يُشْتَغل به عما هو أهم منه ، حَملُ ما ورد في استحسانه ، يُغْني على كثير من فوائده التي أوردت منها جُملة .
وقد روينا من حديث الربيع بن سِبرة ، أنه سمع عمرو بن مرّة الجُهني رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من كان هاهنا من مَعدٍّ قاعدٌ ، فليَقُم )) ، فقمتُ . فقال : (( أُقعد )) ، فقعدت ، فعل ذلك ثلاث مرات ، كلما أقوم يقول : (( أُقعد )) . قلتُ : فمِمَّن نحن يا رسول الله ؟ قال : (( أنتم من قُضاعة بن مالك بن حمير ))
والله الموفق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:36

باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم وخليفته بأهل بيته المشرف
كل منهم بانتمائه إليه ونسبته

عن زكريا بن أبي زائدة ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ألا إنّ عيبتي التي آوي إليها أهلُ بيتي ، وإنّ كّرِشي الأنصار . فاعفوا عن مُسيئهم واقبلوا من محسنهم )) .

أخرجه الترمذي في (( جامعه ))(1) ، وقال : إنه حسن .

وهو عند العسكري في (( الأمثال )) (1) من طريق عمرو بن قيس ، عن عطية بلفظ : (( ألا إنّ َعيبتي وكرشي أهل بيتي ، والأنصارُ ، فاقبلوا من مُحسنهم وتجاوزا عن مسيئهم )) .

وكذا أخرجه الديلمي من طريق عمرو بلفظ : (( أهل بيتي والأنصار كرشي وعيبتي... )) ، والباقي سواء .

والمعنى : أنهم جماعتي وصحابتي الذين أثقُ بهم ، وأُطلعهم على أسراري وأعتمد عليهم .

وعن أبي خثيمة زُهير بن حرب ، أنه قال: (( كرشي: باطني ، وعيبتي: ظاهري وجمالي )) انتهى .
وهذا غايةٌ في التعطف عليهم والوصية بهم .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (( وتجاوزا عن مسيئهم )) فهو نمط من قوله صلى الله عليه وسلم : (( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ، إلا الحدود )) .

إذ أهل البيت النبوي والأنصار من أجلّ ذوي الهيئات .

وقال البخاري في تفسير { حم عسق } من التفسير في (( صحيحه )) : حدثنا محمد بن بشار - هو بُنْدار – حدثنا محمد بن جعفر – هو غُنْدَرٌ – حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاووساً يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سُئل عن قوله عز وجل { إلا المودة في القربى } .

فقال سعيد بن جبير – يعني بحضرة ابن عباس رضي الله عنهم - : قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم .

فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : عَجَلت – أي في التفسير – إن النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بطنٌ من قريش ، إلا كان له فيهم قرابةٌ ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة )) .

وكذا رواه في بابٍ بلا ترجمة قُبيل مناقب قريش من (( المناقب )) .

قال : حدثنا مُسدّد ، حدثنا يحيى – هو القطان - ، عن شعبة ، حدثني عبد الملك ، عن طاووس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : { إلا المودة في القربى } ، قال : فقال سعيد بن جُبير : قُربى محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال – يعني ابن عباس رضي الله عنهما - : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنٌ من قريش ، إلا وله فيه قرابةٌ ، فنزلت – يعني الآية المسؤول عنها – عليه صلى الله عليه وسلم فيه : (( إلا أن تصلوا قرابةٌ بيني وبينكم )) .

وأخرجه ابن حبان في النوع السادس والستين من القسم الثالث من (( صحيحه )) من طريق مُسدد به ، ولفظه : سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية : { قلا لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } [ الشورى : 23 ] فقال سعيد بن جبير : قربى محمد صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : عجلتَ ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنٌ من قريش ، إلا كان له صلى الله عليه وسلم فيهم قرابةٌ . فقال صلى الله عليه وسلم : (( إلا أن تَصلوا ما بيني وبينكم من القرابة )) .

ورواه أبو بكر الإٍسماعيلي من طريق مُعاذ بن معاذ ، عن شعبة بلفظ : (( فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لم يكُن بطنٌ من بطون قريش ، إلا للنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابةٌ ، فنزلت { قل لا أسئلكم عليه أجراً } إلا أن تصلوا قرابتي منكم )) .

وكذا هو عندهُ أيضاً ، والواحدي معاً من طريق يزيد بن زُريع ، عن سعبة بلفظ : (( إلا تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة )) .

وهو عند أحمد عن القطان وغُندر وسليمان بن داود ، ثلاثتهم عن شعبة .

ورواه الترمذي في (( جامعه )) عن بندار ، ولفظه : (( سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية { قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } )) ، فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم .

فقال ابن عباس : أعجلتَ . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنٌ من بطون قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة )) ، وقال الترمذي : إنه حسنٌ صحيح . وقد رُوي من غير وجه عن ابن عباس رضي الله عنهما .

قلت : من ذلك ما أخرجه سعيد بن منصور في (( سننه )) ، وابن سعد في (( الطبقات )) من طريق الشعبي قال : أكثروا علينا في هذه الآية ،فكتبنا إلى ابن عباس رضي الله عنهما ، فكتب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في قريش ، لم يكن حيٌّ من أحياء قريش ، إلا ولدوهُ ، فقال الله عز وجل . { قل لا أسئلكم على ما أدعوكم أجراً إلا المودة ، تؤدّوني بقرابتي فيكم ، وتحفظوني في ذلك } .

ومن طريق الشعبي أيضاً ، قال : سألني رجلٌ عن هذه الآية ، فأمرتُ رجلاً فسأل ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : إنه لم يكن بطنٌ من قريش ، إلا وقد كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم قرابةٌ ، قال الله تعالى : { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا أن تؤدّني في قرابتي فيكم } .

ومن حديث شريك عن خُصيف ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا أسألكم عليه أجراً إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم )) .

ومن حديث سالم الأفطس ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم يكن بطنٌ من بطون قريش ، إلا قد وَلدهُ ، أو له منهم قرابةٌ (( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا أن تمنعوني وتكفّوا عني لقرابتي منكم )) .

وللطبراني من طريق معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة في جميع قريش ، فلما كذبوه ، وأبوا أن يتابعوه ،

قال: (( يا قوم إذا أبيتم أن تُبايعُوني ، فاحفظوا قرابتي فيكم . ولا يكون غَيركم من العرب أولى بحفظي ونُصرتي منكم )) .

ومنه عن الضحاك ، وعليّ بن أبي طلحة ، والعوفي ، ويوسف بن مهران ، وغيرهم . عن ابن عباس رضي الله عنهما .

وبهذا التفسير الذي جنحَ إليه ترجمان القرآن من حَمْلِه الآية على أن يُوادِدُوا النبي صلى الله عليه وسلم من أجل القرابة التي بينهم وبينه ، لا يكون الحديث مما نحن فيه ، بل الخطاب حينئذ لقريش خاصة .

ويتأيَد بأن السورة مكية ، والقربى قرابة العُصوبة والرحم ، فكأنه قال : احفظوني للقرابة ، إن لم تتبعوني للإسلام .

وكذلك قال عكرمة رحمه الله فيما أخرجه ابن سعد : قَلَّ بطنٌ من قريش ، إلا وقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولادة ، فقال: (( إن لم تحفظوني فيما جئتُ به ، فاحفظوني لقرابتي )) .

وعن عكرمة رحمه الله أيضاً ، قال : كانت قريش تصلُ الأرحام في الجاهلية ، فلما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله خالفوه ، وقاطعوه ، فأمرهم بصلة الرحم التي بينه وبينها .

وروى سعيد بن منصور في (( سننه )) من وجهين ، وابن سعد في (( الطبقات )) عن حصين – هو ابن عبد الرحمن - ، عن أبي مالك – هو الغفاري – رحمه الله قال : (( لم يكن بطنٌ من بطون قريش ، إلاولرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم قرابةٌ ، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } فتحفظوني لقرابتي وتودوني )) .

وروى الواحدي من طريق عبد الكريم أبي أُمية ، قال : سألت مُجاهداً عن هذه الآية فقال : يقول : قل لا أسألكم على ما أقول أجراً ، ارقبوني في الذي بيني وبينكم ولا تعجلوا إليَّ ، ودعوني والناس .

وبه قال قتادة ، والسَُدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم رحمهم الله ، وغيرهم .

نعم ، إنما يدخُل في هذا الباب بالنظر لتفسير سعيد بن جُبير الذي ردَّه عبيه ابن عباس رضي الله عنهما ، وكأنَّ سعيداً رحمه الله استمر على مذهبه في ذلك .

فقد روى سعيد بن منصور في ( (سُننه )) من طريق أبي العالية قال : قال سعيد بن جُبير : { إلا المودة في القربى } قال : قُربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو كان يُفسره بالوجهين .

فقد روى ابن سعد في (( الطبقات )) من حديث سالم ، عن سعيد بن جُبير أنه قال : { إلا المودة في القربى } ، قال : (( إلا تصلوا قرابة ما بيني وبينكم )) .

وهذا مُوافقٌ لما قاله ابن عباس رضي الله عنهما ، على أنه جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً ، ما يشهد لقول سعيد الأول .

فأخرج الطبراني في (( معجمه الكبير )) ، وابن أبي حاتم في (( تفسير )) ، والحاكم في (( مناقب الشافعي )) والواحدي في (( الوسيط )) ، وآخرون منهم : أحمد في (( المناقب )) كلهم من رواية حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما .

قال : لما نزلت هذه الآية : { قلا لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } . قالوا : يا رسول الله ! من قرابتُك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ . قال : (( عليٌّ وفاطمة وابناهما )) .

إلاّ أنّ الأشقر شيعيٌ ساقط ، ولم تبلغ مرتبته أن يكون حديثُه مُعارضاً لما تقدم ، بل ذاك أولى منه وأقوى .

ونحوه أورده الطبري وابن أبي حاتم في (( تفسيرهما )) من حيث يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالت الأنصار : فعلننا وفعلنا ، فكأنهم فخروا . فقال ابن عباس ، أو العباس – شك راويه – رضي الله عنهما : لنا الفَضْل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم في مجالسهم .

فقال : (( يا معشر الأنصار ّ ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي )) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : (( ألم تكونوا ضُلاَّلاً فهداكم الله بي )) ؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : (( أفلا تجيبوني )) ؟ قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟
قال : (( ألا تقولن : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ ، أوَلم يُكذّبوك فصّدَقناك ؟ ، أوَلم يخذلوك فنصرناك ؟ )) .
قال : فما زال يقول حتى جثوا على الرُّكب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا ، لله ورسوله .
قال : فنزلت { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } .

وإنما كانت هذه القصة شاهدة لما قبلها ، لكون سبب النزول قول الأنصار رضي الله عنهم : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله ، ومع ما سبق في أولها من التفاضل بينهم وبين بعض أهل البيت .

لكن هي وإن كان في (( الصحيحين )) في قسم غنائم حُنين نحو سياقها ، فليس هُناك نزول الآية التي هي محلُّ الاستشهاد منه ، والطريق بذلك ضعيف مع وجود شاهده باختصار . لكن من رواية الكلبي ونحوه من الضعفاء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( لمَّا قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، كانت تَنُوبه نوائبُ وليس في يديه شيءٌ ، فجمع له الأنصار مالاً )) .

فقالوا : يا رسول الله ، إنك ابن أُختنا وقد هدانا الله بك ، وتنُوبك نوائبٌ وحقوق ، وليس معك سعةٌ . فجمعنا لك من أموالنا ما تستعين به عليه فنزلت .

ويتأكد ضعفُهما ، بكون الآية كما أسلفتُ مكية ، ولم تنزل في الأنصار ، وما وقع في الرواية الثانية على ضعفها ، من كون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أُخْت الأنصار ، وما قد صَرحت به الرواية الصحيحه.

فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجراً وتنازعه القوم رضي الله عنهم أيُّهم ينزل عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : (( إنِّي لَنُزُل الليلة على بني النجار – أخوال عبد المطلب - ، أكرمُهُم بذلك )) .

قيل ذلك وهو بمكةَ لمَّا جاءتْه الأنصار رضي الله عنهم ليبايعوه ، حضر معهم عمه العباس رضي الله عنه المبايعة ، وعظّم الذي بين الأنصار ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليكون ذلك داعياً إلى الوفاء بالشرط . وذكر حينئذ أنّ أُم عبد المطلب سلمى بن زيد بن عدي بن الندار ، انتهى.

وسلمى هذه ، كانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها ، حتى شرطوا لها أن أمرها بيدها ، إذا كرهت رجُلاً فارقتهُ . وهي من بني عدي بن النجار جزماً ، لكن ظاهر الرواية المتقدمة ، أن زيداً هو ابن عدي ، وقد وقع في غيرها بإثبات لبيد بن خِداش بن عامر بن غَنْم بينهما ، ولا تنافي بينهما .

نعم ، وقع في روايةٍ أُخرى : أن سلمى هي ابنة زيد بن عمرو بن أسد بن حرَام بن جُندَب بن عدي بن النجار ، والأول أثبت .

ولا شك في شرف الأنصار رضي الله عنهم بذلك ، مع ما لهم من الشرف العظيم ، والفخر الجسيم الذي لسنا بصدد إيراده هُنا .

ومنه : ما رواه الطبراني في (( الكبير )) بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال : (( ألا إنَّ لكل نبي تركة وضَيْعة ، وإن تركتي وضيعتي الأنصار . فاحفظوني فيهم )) انتهى .

وروى أبو الشيخ ، ومن طريقه الواحدي من حديث أبي هاشم الرمّاني ، عن زاذان ، عن علي رضي الله عنه قال : (( فينا في أل حم أيه لا يحفظُ مودَّتنا إلاَ كل مؤمن ، ثم قرأ { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } )) .

وكذا قال السُّدي عن أبي الديلم : (( لمّا جيء بعلي بن الحسين رحمه الله أسيراً ، فأُقيم علي درج دمشق ، قام رجلٌ من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرن الفتنة.

فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنه : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم .
قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ أل حم ! .
قال : ما قرأت : { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } .
قال : وإنّكم لأنتم هم ؟! قال : نعم )) . أخرجه الطبري في (( تفسيره )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:37

ولأبي بشر الدولابي طريق الحسن بن زيد بن حسن بن علي ، عن أبيه : أن الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال في خُطبته :



أنامن أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قلا لا أسئلكم عليه أجراً إلى المودة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حُسناً } . فاقتراف الحَسنةِ ، مودتنا أهل البيت .

وعند الطبري من طريق أبي إسحاق الّسبيعي قال : سألت عمرو بن شعيب رحمه الله عن قوله تعالى : { قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القُربى } فقال : قُربى النبي صلى الله عليه وسلم .

وأورد المُحب الطبري : أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إنَّ الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي ، وإني سائلكم غداً عنهم )) .

وإنما كان قول سعيد بن جُبير رحمه الله ومن وافقه على التفسير الذي بينْتُه عمَّن نقلناه عنهم ، شاهداً لما نحنُ فيه ، لحمل الآية على أمر المُخاطبين بأن يُواددوا أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني بما يليق بهم من البر والإحسان ، وسائر الوُجوه الحسان .

ولكن الحقّ كما جزم به ابن كير رحمه الله من هذين التفسيرين ، قول ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في (( الصحيح )) .

بل يُروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وكذا عن الحسن البصري رحمه الله تفسيرٌ ثالث أيضاً ، وهو أن قوله تعالى : { إلا المودة في القربى } أي : إلا أن تعملوا بالطاعة التي تُقربكم عند الله زُلفى .

وهو عندي في أواخر جُزءٍ فيه أحد عشر مجلساً من (( أمالي أبي جعفر بن الَخْتري )) من حديث ابن أبي نجيح ، عن مُجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا أسئلكم على ما آتيتكم به من الكتاب والهدى أجراً ، إلا أن توادّوا الله عز وجل وتقرَّبوا إليه بطاعته )) .

وإذ قد بان لك الصحيح في تفسير هذه الآية .
فأقول : قد جاءت الوصية الصريحة بأهل البيت في غيرها من الأحاديث .

فعن سليمان بن مهران الأعمش ، عن عطية بن سعيد العوفي ، عن جبيب بن أبي ثابت . أولهما عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه وثانيهما عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظمُ من الآخر : كتابُ الله ، حبلٌ ممدودٌ من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخْلُفُوني فيهما )) .

أخرجه الترمذي في (( جامعه )) ، وقال : حسنٌ غريب ، انتهى .

وحديث أبي سعيد ، عند أحمد في (( مسنده )) من حديث الأعمش ، وكذا من حديث أبي إسرائيل المُلائي إسٍماعيل بن خليفة ، وعبد الملك بن أبي سليمان .

ورواه الطبراني في (( الأوسط )) من حديث كثير النوآء ، أرْبَعَتُهم عن عطية ، ورواه أبو يعلى وآخرون .

وتعجبت من إيراد ابن الجوزي له في (( العلل المتناهية )) ، بل أّعْجّبتُ من ذلك قوله : إنه لا يصح ، مع ما سيأتي من طرقه التي بعضها في (( صحيح مسلم )) .

فقد أخرج في (( صحيحه )) حديث زيد ، من طريق سعيد بن مسروق ، وأبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان كلاهما – واللفظ للثاني – عن يزيد بن حيان عمّ ثانيهما ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماءٍ يُدعى (( خُمّا )) – بين مكة والمدينة – فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال :

(( أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجيب ، وإني تاركٌ فيكم ثَقَلين . أوَّلهما كتابُ الله ، فيه الهُدى والنور ، فَخذوا بكتاب الله واستمسكوا به – فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه – ثم قال : وأهلُ بيتي . اُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله – ثلاثا ً- في أهل بيتي )) .

فقيل لزيد : من أهل بيته ، أليس نساؤُه من أهل بيته ؟ .
قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده ، قيل : ومن هُم ؟ قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وأل عباس رضي الله عنهم .
قيل كلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقة ؟ ، قال نعم .

وفي لفظ : (( قيل لزيد رضي الله عنه : من أهل بيته ، نساؤه ؟ ، فقال : لا وأيمُ الله ، إنَّ المرأة تكون مع الرجل العصْرَ من الدهر ، ثم يُطلقها فترجع إلى أمها )) .

وفي رواية غيره : (( إلى أبيها وأُمّها . أهل بيته أصلهُ وعَصبتُه الذين حُرموا الصدقة
بعدهُ )) .

وأخرجه مسلم أيضاً ،وكذا النسائي باللفظ الأول ، وأحمد ، والدارمي في (( مسنديهما )) ، وابن خزيمة في (( صحيحه )) وآخرون ، كُلهم من حديث أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان ، عن يزيد بن حيان .

وأخرجه الحاكم في (( المستدرك )) من حديث الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه .

ولفظه : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حّجة الوداع ، ونزل غدير خُم ، مرَّ بدوحات فّقُمتُ ، ثم قام فقال : (( كأني قد دُعيت فأجبتُ ، إنِّي قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، فأنظروا كيف تَخْلُفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يرّدا عليَّ الحوض .

ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا وليُّ كلِّ مؤمن )) .

ومن حديث سلمة بن كُهيل ، عن أبيه ، عن أبي الطُّفيل أيضاً بلفظ : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند سمُرات خمس دوحاتٍ عظام ، فكنسَ الناسُ ماتحت السمرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيةً فصلى ، ثم قام خطيباً فحمد الله عز وجل وأثنى ، وذكر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن يقول .

ثم قال : (( أيُّها الناس ، تاركٌ فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما : كتاب الله ، وأهلُ بيتي عِترتي )) .

ومن حديث أبي الضحى مُسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم مُقتصراً على قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وأهل بيتي . وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

وقال عقب كلٍّ من الطرق الثلاثة : إنه صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

وكذا أخرجه من طريق يحيى بن جَعْدة ، عن زيد بن أرقم ، ووافقه على تخريج هذه الطريق الطبراني في (( الكبير )) ، وفيها وَصفُ ذاك اليوم بأنه : (( ما أتى علينا يومٌ كان أشدَّ حرَّاً منه )) .

وأخرجه الطبراني أيضاً من حديث حكيم بن جُبير ، عن أبي الطُفيل ، عن زيد . وفيه من الزيادة عقب قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )) . (( سألت ربي ذلك لهما ، فلا تقدَّموهما فتهلكوا ، ولا تَقْصُروا عنهما فتهلكوا ـ ولا تُعلِمُوهم فإنَّهم أعلمُ
منكم )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:39

وفي الباب عن جابر ، وحُذيقة بن أسيد ، وخُزيمة بن ثابت ، وزيد بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وضُميرة ، وعامر بن ليلى ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعدي بن حاتم ، وعُقبة بن عامر ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذر ، وأبي رافع ، وأبي شُريح الخُزاعي ، وأبي قُدامة الأنصاري ، وأبي هريرة ، وأبي الهيثم بن التيهان ، ورجال من قريش ، وأم سلمة ، وأم هانئ ابنة أبي طالب ، الصحابة رضوان الله عليهم .

فأما حديث جابر رضي الله عنه :

فرواه الترمذي في (( جامعه )) من طريق زيد بن الحسن الأنماطي ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطُب .

فسمعته يقول : (( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي )) .

وقال الترمذي بعدهُ : إنه حسنٌ غريب .

ورواه أبو العباس ابن عُقدة في (( الموالاة )) من طريق يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ ، عن جابر رضي الله عنه ، قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، فلما رجع إلى الجُحفة ، أمر بشجراتٍ فقُم ما تحتهن ، ثم خطب الناس فقال :
(( أما بعد : أيها الناس ، فإني لا أراني إلا موشكاً أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤولٌ وأنتم مسؤولون . فما أنتُم قائلون )) ؟ .
قالوا : نشهد أنك قد بلغتَ ، ونصحتَ وأديتَ .
قال : (( إنّي لكم فرَطٌ ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ، وإنّي مُخلفٌ فيكم الثقلين . كتاب الله... ))

وأما حديث حُذيفة بن أُسيد الغفاري رضي الله عنه :

فرواه الطبراني في معجمه (( الكبير )) من طريق سلمةَ بن كُهيل ، عن أبي الطُفيل عنه ، أوعن زيد بن أرقم رضي الله عنهما ، قال : لما صدرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجّةِ الوداع ، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء مُتقاربات أن ينزلوا تحتهُن ، ، ثم قام فقال :

(( يا أيها الناس ، إني قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لن يُعمَّرَ نبيٌ إلاّ نصف عُمُر الذي يليه من قبله ، وإني لا أظنَ أني يوشكُ أن أُدعى فأجيب . وإني مسؤولٌ وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ ))

قالوا : نشهد أنك بلغتَ ، وجهدتَ ونصحت ، فجزاك الله خيراً .
فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله . وأن جنته حقٌّ ،وأن ناره حقٌّ ، وأنَّ الموتَ حقٌّ ، وأنَّ البعثَ حقٌّ بعد الموت . وأنَّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها ، وأنَّ الله يبعثُ من في القبور )) ؟ .
قالوا : نشهد بذلك .
قال : (( اللهم أشهد )) .

ثم قال : (( يا أيها الناس ، إنَّ الله مولاي ، ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كُنتُ مولاهُ ، فهذا مولاهُ – يعني علياً - ، اللهمَّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداهُ )) .

ثم قال : (( يا أيها الناس ، إنِّي فرطُكُم ، وإنكم واردون عليَّ الحوض . حوضٌ أعرضُ ممّا بين بُصرى إلى صنعاء ، فيه عَددُ النجوم قُدحانُ من فضة . وإّي سائلكُم حين تردون عليَّ عن الثقلين ، فانظروني كيف تخلفوني فيهما . الثقلُ الأكبر : كتابُ الله عز وجل ، سببٌ طرفهُ بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تُبدّلوا . وعِترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

ومن هذا الوجه أوردُه الضياء في (( المختارة )) ، ورواه أبو نُعيم في (( الحلية )) . وغيرهُ من حديث زيد بن الحسن الأنماطي ، عن معروف ابن خَرَّبوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة رضي الله عنه وحده به .

وأما حديث خُزيمة رضي الله عنه :

فهو عند أبي عُقدة من طريق محمد بن كثير ، عن فطر ، وأبي الجارود ، كلاهما عن أبي الطُّفيل : أن علياً رضي الله عنه قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خُمٍّ إلا قام ،ولا يقوم رجلٌ يقول : نبئتُ أو بلغني ، إلا رجلٌ سمعت أذناه ووعاه قلبه . فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : خزيمة بن ثابت ، وسهلُ بن سعد ، وعديٌّ بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو شريح الخزاعي ، وأبو قدامة الأنصاري ، وأبو ليلى ، وأبو الهيثم التيهان رضي الله عنهم ، ورجالٌ من قريش .

فقال عليٌّ رضي الله عنه وعنهم : هاتوا ما سمعتم .

فقالوا : نشهد أنَّا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجَّة الوداع حتى إذا كان الظهر ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بشجراتٍ فسدين ، وألقى عليهنَّ ثوبٌ . ثم نادى بالصلاة ، فخرجنا فصلينا ، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال :
(( أيها الناس ، ما أنتم قائلون ؟ ، قالوا : قد بلغت ، قال : اللهم اشهد – ثلاث مرات – ، قال : إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنيّ مسؤولٌ وأنتم مسؤولون )) .

ثم قال : (( ألا إنَّ دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا ، وحرمة شهركم هذا . أوصيكم بالنساء ، وأوصيكم بالجار ، أوصيكم بالمماليك ، أوصيكم بالعدل والإحسان )) .

ثم قال : (( أيها الناس ، إني تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، نبأني بذلك اللطيف الخبير )) – وذكر الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم - : (( من كنتُ مولاه ، فعليٌ مولاه )) – فقال عليٌّ رضي الله عنه : صدقتم ، وأنا على ذلك من الشاهدين .

وأما حديث زيد رضي الله عنه :

فرواهُ في (( مسنده )) ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني تاركٌ فيكم خليفتين : كتاب الله حبلٌ ممدودٌ ما بين السماء والأرض – أوما بين السماء إلى الأرض - ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليًّ الحوض )) .

وأما حديث سهل رضي الله عنه :

فقد تقدم مع خُزيمة رضي الله عنه .

وأما حديث ضُميرة الأسلمي رضي الله عنه :

فهو في (( المُوالاة )) من حديث إبراهيم بن محمد الأسلمي ، عن حسين بن عبد الله بن ضُميرة ، عن أبيه ،عن جده رضي الله عنه ، قال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، أمر بشجرات فقمُمن بوادي خُم وهجَّر ، فخطب الناس فقال :
(( أما بعد : أيها الناس ، فإني مقبوضٌ أوشك أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون )) ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلغت ، ونصحت وأديت .
قال : (( إني تاركٌ فيكم ما إن استمسكتم به لن تصلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض . قانظروا كيف تخلفوني فيهما )) .

وأما حديث عامر رضي الله عنه :

فأخرجه ابن عُقدة في (( الموالاة )) من طريق عبد الله بن سنان ، عن أبي الطُفيل ، عن عامر بن ليلى بن ضمرة ،وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما ، قالا : لما صدرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ولم يحجَّ غيرها ، حتى إذا كان بالجحفة ، نهى عن سمُراتٍ بالبطحاء متقاربات لا ينزلوا تحتهنَّ ، حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهنَّ . أرسل إليهنَّ ، فقُمَّ ما تحتهنَّ وسدِّين على رؤوس القوم ، حتى إذا نودي للصلاة غدا إليهنَّ فصلّى تحتهن ، ثم انصرف على الناس – وذلك يوم غدير خم ، وخمٌّ من الجُحفة ، وله بها مسجد معروف – فقال :

(( أيها الناس ، إنه قد نبأني اللطيف الخبير : أنَّهُ لن يُعمَّر نبيٌّ إلا نصف عمر الذي يليه قبله )) .
وذكر الحديث .

والقصد منهُ قوله صلى الله عليه وسلم : (( أيُّها الناس ، أنا فرَطُكم ، وإنكم واردون عليَّ الحوض أعرضُ مما بين بُصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قُدحانٌ من فضةٍ . ألا وإني سائلكم حين تردون عليَّ الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني )) .
قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟
قال : (( الثِقلُ الأكبر : كتاب الله ، سببٌ طرفٌ بيد الله وطرفٌ بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تُبدّلوا . ألا وعترتي ، فإني قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني ، وسألت ربي لهم ذلك فأعطاني . فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تُعلِموهم فهُم أعلم منكم )) .

ومن طريق بن عُقدة أوردهُ أبو موسى المديني في (( ذيله )) في الصحابة ، وقال : إنه غريبٌ جدا ً .

وأما حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه :

فهو عند ابن أبي شيبة ، وعند أبي يعلى في (( مسنديهما )) وكذا أخرجه البزار في (( مسنده )) أيضاً ولفظُهُ : ((لمّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة ، أو تسعة عشرة ، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه )) ثم قال :

(( أوصيكم بعترتي خيراً ، وإنَّ موعدكم الحوضُ . والذي نفسي بيده لتُقيمُنَّ الصلاة ولتُؤتُنَّ الزكاة ، أو لأبعثَنَّ إليكم رجلاً مني – أو كنفسي – يضربُ أعناقكم ))

ثم أخذ بين علي رضي الله عنه فقال : (( هذ ا)) .

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما :

فأشار إليه الديلمي في (( مسنده )) .

وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

فهو في (( المعجم الأوسط )) للطبراني بلفظ : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اخلفوني في أهل بيتي )) .

وأما حديث عدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر رضي الله عنهما :

فقد تقدم حديثهما في خزيمة رضي الله عنه .

وأما حديث علي رضي الله عنه :

فهو عند إسحاق بن راهويه في (( مُسنده )) من طريق كثير بن زيد عن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه علي رضي الله عنه : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :

(( قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله سببهُ بيده ، وسببهُ بايديكم . وأهل بيتي )) .

وكذا رواه الدولابي في (( الذُّرِّية الطاهرة )) ، ورواه الجِعَابي في (( الطالبين )) من حديث عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( إني مُخلفٌ ما إن استمسكتم به لن تضّلوا : كتاب الله عز وجل ، طرفهُ بيد الله ، وطرفه بأيديكم . وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

وروااه البزار بلفظ : (( إني مقبوضٌ ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين – يعني كتاب الله وأهل بيتي - ، وإنَّكم لن تضلوا بعدهما ، وإنه لن تقوم الساعة حتى يُبتغى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما تُبتغى الضَّالةُ ، فلا تُوجد )) .

وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه :

فأشار إليه الترمذي في (( جامعه )) ، وأخرجه ابن عُقدة من حديث سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي ذر رضي الله عنه : أنه أخذ بحلقه باب الكعبة ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

(( إنّي تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي . فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:39

وأما حديث أبي رافع رضي الله عنه :

فهو عند ابن عُقدة أيضاً ، من طريق محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جده أي رافع موفى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه ، قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم غدير خم مصدره من حجة الوداع ، قام خطيباً باناس بالهاجرة . فقال : (( أيها الناس )) ، وذكر الحديث .

ولفظه : (( إني تركت فيكم الثقلين . الثقل الأكبر ، والثقل الأصغر . فأما الثقل الأكبر : فبيد الله طرفه ، والطرف الآخر بأيديكم . وهو كتاب الله ، إن تمسكتم به ، فلن تضلوا ولن تذلّوا أبداً )) .

وأما الثقل الأصغر : فعترتي أهلُ بيتي ،إن الله هو الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا ، حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألته ذلك لهما .
والحوض عرضُهُ ما بين بُصرى وصنعاء ، فيه من الآنية عدد الكواكب . والله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه ، وأهل بيتي )) الحديث .

وأما حديث أبي شريح ، وأبي قدامة رضي الله عنهما :

فقد تقدما في خزيمة رضي الله عنه .

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

فهو عند البزار في (( مسنده )) بلفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني خلفتُ فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً : كتاب الله ، ونسبي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

وأما حديث أبي الهيثم ورجال من قريش :
فقد تقدموا في خزيمة رضي الله عنه .

وأما حديث سلمة رضي الله عنها :

فهو عند ابن عقدة من حديث هارون بن خارجة ، عن فاطمه ابنة علي ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد عليّ رضي الله عنه بغدير خم ، فرفعها حتى رأينا بياض ابطه ، فقال : (( من كنتُ مولاه )) – الحديث .

وفيه ، ثم قال : (( يا أيّها الناس ، إني مخلفٌ فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

وأما حديث أمّ هانئ رضي الله عنها :

فهو عنده أيضاً من حديث عمرو بن سعيد بن عمرو بن جَده‘بن هُبيْرة ، عن أبيه : أنه سمعها تقول : رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجَّته ، حتى إذا كان بغدير خُمٍّ ، أمر بدوحات فقُممْنَ ، ثم قام خطيبا بالهاجرة . فقال :

(( أما بعد : أيها الناس ، فإني موشكٌ أن أُدعى فأجيب ، وقد تركت فيكم ما لم تضلوا بعدّهُ أبداً كتاب الله طرفٌ بيد الله ، وطرفٌ بأيديكم . وعترتي أهلُ بيتي ، أُذكِّركُم الله في أهل بيتي . ألا إنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )) .

* وهذه إشارةٌ إلى شيءٍ من فوائد هذا الحديث :

فالثقلان : هما وكما تقدم : كتاب الله والعترة الطيبة – إنما سمَّاها بذلك إعظاما لقدرهما ، وتفخيماً لشأنهما . فإنه يُقال لكل شيء خطير نفيس : ثقيل ، وأيضاً فلأنَّ الآخذُ بهما والعمل بهما : ثقيل .

ومنه : قوله تعالى { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } أي : له وزنٌ وقدر ، أو لأنه لا يؤدى إلأا بتكلف ما يثقل . وكذا قيل للجن والإنس : الثقلان ، لكنهما قُطّانُ الأرض ، وفُضّلا بالتمييز على سائر الحيوان .

وناهيك بهذا الحديث العظيم فخراً لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن قوله صلى الله عليه وسلم :

(( انظروا كيف تخلفوني فيهما )) ، و (( أوصيكم بعترتي خيراً )) ، و (( أُذكركم الله في أهل بيتي )) .

على اختلاف الألفاظ في الروايات التي أوردتُها ، تتضمن الحث على المودة لهم والإحسان إليهم ، والمحافظة عليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، وتأدية حُقوقهم الواجبة والمستحبة . فإنهم من ذُرية طاهرة ، من أشرف بيت وُجدَ على وجه الأرض ، فخراً ، وحسباً ، ونسباً .

ولا سيما إذا كانوا متَّبعين للسنَّة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعليٍّ وآل بيته وذويه رضي الله عنهم .

وكذا يتضمن تقديم المُتأهل منهم للولايات على غيره .

بل وفي قوله صلى الله عليه وسلم كما تقدم : (( لا تقدَّموها فتهلكوا ، ولا تُقصروا عنها فتهلكوا ، ولا تُعلموهم فإنهم أعلمُ منكم )) .

إشارةٌ إلى ما جاءت به الأحاديثُ الصريحة ، من كون الخلافة في قريش ، ووجوب الانقياد لهم ، فيما لا معْصية فيه .

فمن ذلك : عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يا أيّها الناس ، لا تقدَّموا قريشاً فتهلِكوا ، ولا تخلَّفوا عنها فتضلوا ، ولا تُعلموها وتعلَّموا منها ، فإنَّهم أعلمُ منكم . لولا أن تَبْطُرَ قُريش ، لأخبرتُهنا بالذي لها عند الله عز وجل )) . أخرجه البيهقي .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( الناس تبعٌ لقريش في هذا الشأن ، مُسلمهم تبعٌ لمسلمهم ، وكافرهم تبعٌ لكافرهم . فالناس معادن ، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام ، إذا فَقُهوا )) متفقٌ عليه .

وعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

(( إنَّ هذا الأمر في قريش ، لا يُعاديهم أحدٌ إلا كبَّهُ الله على وجهه ، ما أقاموا الدّين )) أخرجه البخاري.

وعن أبي بَزْرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الأمراء في - قريش ثلاثاً – ما حكموا فعدلوا ، واستُرحموا فرحموا ، وعاهدوا فوفوا )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
ابن الطيب
Admin
ابن الطيب


عدد الرسائل : 704
العمر : 48
السٌّمعَة : 12
نقاط : 829
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

فضائل آل البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل آل البيت   فضائل آل البيت Icon_minitimeالأحد 29 مارس 2009 - 13:40

وعن عتبة بن عبدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( الخلافة في قريش ، والحكم في الأنصار ، والدَّعوة في الحبشة ، والهجرة في المسلمين ، والمهاجرين بَعْد )) . أخرجهما أحمد .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( أمانٌ لأهل الأرض من الغرق القوس ، وأمانٌ لأهل الأرض من الاختلاف المُوالاة لقريش . قريش أهل الله ، فإذا خلافتها قبيلةٌ من العرب صاروا حِزْبَ إبليس )) . أخرجه الطبراني .

وعن سهل بن سعد السعدي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا قريشاً ، فإنَّ من أحبهم ، أحبه الله )) .

أخرجه ابن عرفة في (( جزئه )) الشهير من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل ، عن أبيه ، عن جده به .

إلى غير ذلك من الأحاديث التي اعتنى شيخنا رحمه الله بجمعها في كتاب سماه (( لذَّة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش )) ، فلا نُطيل بسياقها .

وقد سُئل رحمه الله عن معنى حديث : (( قدّموا قريشاً )) فقال : هو على العموم في كل أمر من الأمور ، على ما يقتضيه لفظ الخبر .

وقد استدل به الإمام الشافعي رحمه الله على تقديم القرشي في إمامة الصلاة . ومحل ذلك : إذا اجتمع قرشيٌّ وغير قرشي في طلب أمرٍ ووافق كلٌّ منهما شرط ذلك الأمر ،فيقدم القرشي على غير القرشي ، إذا استوى كلٌ منهما شرط ذلك الأمر ، فيقدم القرشيُّ على غير القرشي ، إذا استوى معه في ذلك .

مثالُ ذلك : أن تكون وظيفة تدريس ، وغير القرشي عالمٌ ، والقرشي غير عالم ، أو غير القرشي فائقٌ ، والقرشي مبتدئ ، فيقدم العالم والفائق .

وكذلك لو حضر قرشيٌّ غيرُ فقيه ، وفقيهٌ غيرُ قرشي ، قُدّم الفقيه في الإمامة على القرشيِّ ، وقس على ذلك .

ثم إن قول زيد بن أرقم رضي الله عنه الماضي في تفسير أهل البيت . اختطفت الرواية عنه في إثبات كون نسائه من أهل بيته ، ونفيه ، ويمكن الجمعُ بينهما : بأنَّ المنفيَّ الاقتصار عليهن فقط ، والمُثبتَ بانضمامهن مع من ذُكر ، وبذلك يجتمع هذا الحديث أيضاً مع الآية التي هُنَّ سببُ نزولها ، وهي قوله تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } .

وفي (( صحيح مسلم )) من حديث مُصعب بن شيبة ، عن صفية ابنة شيبة ، قالت : قالت عائشة رضي الله عنها : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداةٍ وعليه مِرْطٌ مُرحَّلٌ من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما فأدخله ، ثم جاء الحسين رضي الله عنه فأدخله ، ثم جاءت فاطمة رضي الله عنها فأدخلها ، ثم جاء عليٌّ رضي الله عنه فأدخله . ثم قال :
{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } وغفل الحاكم فاستدركه .

وفي الباب عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم في حديث بعضهم من الزيادة : (( اللهم هؤلاء أهلُ بيتي ، وأهلُ بيتي أحق )) .

وفي حديث آخر : أنه فعل ذلك لما نزلت آية المُباهَلة { ندعُ أبناءنا وأبناءكم } .
وفي آخر : أن أمَّ سلمة رضي الله عنها جاءت تدخُل معهم ، فقال لها صلى الله عليه وسلم بعد منعه لها: (( إنّك على خير )) .
وفي آخر أنها قال : يا رسول الله ! وأنا ، قال : (( وأنتِ )) .
وفي آخر : (( أنتِ من أهلي )) .
وفي آخر : أن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : فقلتُ : وأنا يا رسول الله صلى الله عليك ، من أهلكَ ؟ قال : (( وأنتَ من أهلي )) .
قال واثلة : فإنها من أرجى ما أرتجي .

وفي أسانيدها كلها مقال .

ويروى عن علي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( سلمان منَّا آل البيت ، وهو ناصحٌ ، فاتخذهُ لنفسك )) .

وفي (( الفردوس )) بلا إسنادٍ عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً : (( أسامة منا أهل البيت ، ظهراً لبطن )) .

وعند أحمد في (( المناقب )) عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت – يعني { إنما يريد أن ليذهب الله عنكم الرجس } – في خمسة : النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وعليٌّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين رضي الله عنهم .

وكذا اشتمل النبيّ صلى الله عليه وسلم على عمّه العباس وبينه رضي الله عنهم بملاءته ، وقال : (( يا ربّ ، هذا عمّي صنو أبي ، وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كسترتي إياهم بملائتي هذه ، فأمَّنت أسكَّفةُ الباب وحوائط البيت ، فقالت : آمين آمين آمين )) .

وحديث عائشة رضي الله عنها أصح ، وفيه منقبة ظاهرة لأهل البيت .

ولذلك قال الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما رواخ ابن أبي حاتم عن طريق حصين بن عبد الرحمن ، عن أبي جميلة : أن الحسن بن علي رضي الله عنهما استخلف حين قُتل عليٌّ رضي الله عنه قال : (( فبينما هو يُصلّي ، إذ وثب عليه رجلٌ فطعنهُ بخنجرٍ – وزعم حصين : أنّه بلغه أن الذي طعنهُ رجلٌ من بني أسد – وحسنٌ ساجد .

فقال : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا . فإنّا أُمراؤكم وضيفانكم ، ونحنُ أهل البيت الذي قال الله عزَّ وجل : { إنما يريدُ الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيراً } .
قال : فما زال يقولها حتى ما بقي أحدٌ من أهل المسجد ، إلا وهو يحنُّ بكاء )) انتهى .

ولم يمت رضي الله عنه من هذه الطعنة، وعاش بعدها عشر سنين فأكثر . لكنْ سُقي السُّمَّ مراراً ، منها على يد جَعدةَ ابنة الأشعث بن قيس ، واشتكى منه نحو أربعين يوماً ، ومات رضي الله عنه بالمدينة ودُفن بالبقيع .

بل قال زين العابدين عليٌّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجسَ أهل البيت ويطهركم تطهيراً } .
قال : ولأنتم هُمْ ؟ ، قال : نعم .

وقول زيد بن أرقم رضي الله عنه : أهل بيته من حُرم الصدقة ، هو ( بضم المهملة وتخفيف الراء ) . والمرادُ بالصدقة : الزكاة الواجبة ، تنزيهاً لهم عن أكل أوساخ الناس ، وهي في مذهب الشافعي رحمه الله حرامٌ على بني هاشم ، وبني عبد المطلب ، وقد عُوّضوا بدلاً عما حُرموه من ذلك ، باشتراكهم دون غيرهم من قبائل قريش في سهم ذوي القربى .

قال البيهقي رحمه الله : وفي تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم وبني عبد المطلب بإعطائهم سهم ذي القُربى ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيءٌ واحد )) . فضيلة أُخرى وهي : أنه حرّمَ الله عليهم الصدقة ، وعوضهم منها هذا السهم من الخُمْس فقال صلى الله عليه وسلم :
(( إن الصدقة لا تحِلُّ لمُحمّد ، ولا لآل محمد )) .

قال : وذلك يَدلكَ أيضاً على أن آله الذين أُمرنا بالصلاة عليهم معه ، هُمُ الذين حرَّم الله عليهم الصدقة ، وعوَّضهم منها هذا السهم من الخُمْس .

فالمسلمون من بيني هاشم وبني عبد المطلب ، يكونون داخلين في صلواتنا على آل نبينا صلى الله عليه وآله ، في فرائضنا ونوافلنا ، وفيمن أمرنا بحبّهم . انتهى .

وأما أبو حنيفة ، ومالكٌ رحمهما الله ، فقصرا التحريم في الواجبة على بني هاشم فقط ، على أنّه رُوي عن أبي حنيفة رحمه الله خلافُ ذلك أيضاً .

فحكى الطبري عنه جوازها لهم مُطلقاً ، والطحاوي إذا حُرموا سهم ذوي القربى . وهذا أيضاً محكيٌّ عن الأبهري من المالكية ، بل هو وَجْهٌ لبعض الشافعية .

وقال القاضي أبو يوسف رحمه الله : تحلُّ من بعضهم لبعض ، لا من غيرهم . يعني لما فيه من رفع يد الأدنى على الأعلى ، بخلاف غيرهم .

وقد قال صلى الله عليه وسلم في الصدقة كما في (( صحيح مسلم )) : (( إنّما هي أوساخ الناس )) .

ومن هذا الحديث يُخذ جواز أخذهم صدقة التطوع دون الفرض ، وهو قول أكثر الحنفية ، والمُصَّححُ عند الشافعية والحنابلة ، وروايةٌ عن المالكية .

بل عندهم أُخرى ، في جواز الفّرضِ دون التطوع ، ووجهه أن بالأخذ سقط الفرضُ عن المُعطى ، فان مُعيناً له ، فلا ذرة حينئذ .

ويساعده تفسير اليد العليا بالآخذة ، كما بُسط في محله ، والله الموفق .

وأورد المُحبُّ الطبري بلا إسناد أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( استوصوا بأهل بيتي خيراً ، فإني أُخاصِمُكُم عنهم غداً . ومن أكن خصْمُهُ ، أَخْصِمْهُ ، ومن أخصمه ، دخل النار )) .

ولم أقف له على أصلٍ أعتمده .

وعن شُعبة ، عن واقد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال أبو بكر رضي الله عنه : (( ارقبوا محمّداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته )) .
أخرجه البخاري في (( صحيحه )) من وجهين عن شُعبة .

والمراقبةُ للشيء المحافظةُ عليه ، وخاطب أبو بكر رضي الله عنه الناس بذلك يُوصيهم بأهل بيت نبيهم صلى الله عليه وسلم يقول : (( احفظوه فيهم )) .
فلاتؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://k7alwatia.ahlamontada.net
 
فضائل آل البيت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإســـلامي :: آل البيت :: خاص بآل البيت-
انتقل الى: