وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْفَرِدِ بِالدَّوَامِ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ الْأَيَّامِ الْمُوجِدِ لِلْخَلْقِ بَعْدَ الْعَدَمِ الْمُفْنِي لَهُمْ بَعْدَ أَنْ ثَبَتَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الصُّحُفِ كَمَا جَرَى بِهِ الْقَلَمُ الْعَالِمِ بِمَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ أَسْرَارُهُمْ فِي الْحَالِ وَفِي الْقِدَمِ .وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةَ عَبْدٍ مُضْطَرٍّ إلَيْهَا عِنْدَ زَلَّةِ الْقَدَمِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ إلَى أَكْرَمِ الْأُمَمِ .وبعد: وذكر الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله تعالى بإسناده الثابت إلى الشيخ الكبير القطب الرباني شهاب الدين أحمد الصياد اليمني الزبيدي وكان معاصراً للغزالي نفع الله بهما قال: بينما أنا ذات يوم قاعد إذ نظرت إلى أبواب السماء مفتحة وإذا عصبة من الملائكة الكرام قد نزلوا ومعهم خلع خضر ومركوب نفيس، فوقفوا على قبر من القبور وأخرجوا صاحبه وألبسوه الخلع وأركبوه وصعدوا به من سماء إلى سماء إلى أن جاوزت السموات السبع وخرق بعدها ستين حجاباً ولا أعلم أين بلغ انتهاؤه، فسألت عنه فقيل لي: هذا الإمام الغزالي، وكان ذلك عقيب موته رحمه الله تعالى، ورأى في النوم السيد الجليل أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه النبي وقد باهى موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام بالإمام الغزالي وقال: أفي أمتكما حبر كهذا؟ قالا: لا، وكان الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه يقول لأصحابه: من كانت له منكم إلى الله حاجة فليتوسل بالغزالي.
وقال جماعة من العلماء رضي الله عنهم منهم الشيخ الإمام الحافظ ابن عساكر في الحديث الوارد عن النبي في أن الله تعالى يحدث لهذه الأمة من يجدد لها دينها على رأس كل مائة سنة: أنه كان على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وعلى رأس المائة الثانية الإمام الشافعي رضي الله عنه، وعلى رأس المائة الثالثة الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه، وعلى رأس المائة الرابعة أبو بكر الباقلاني رضي الله عنه، وعلى رأس المائة الخامسة أبو حامد الغزالي رضي الله عنه. روي ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في الإمامين الأولين أعني عمر بن عبد العزيز والشافعي، ومناقبه رضي الله عنه أكثر من أن تحصر، وفيما أوردناه مقنع وبلاغ.
ومن مشهورات مصنفاته: البسيط، والوسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، وإحياء علوم الدين، وهو من أنفس الكتب وأجملها، وله في أصول الفقه: المستصفى، والمنخول، والمنتحل في علم الجدل، وتهافت الفلاسفة، ومحك النظر، ومعيار العلم، والمقاصد، والمضنون به على غير أهله، ومشكاة الأنوار، والمنقذ من الضلال، وحقيقة القولين، وكتاب "ياقوت التأويل في تفسير التنزيل" أربعين مجلداً، وكتاب أسرار علم الدين، وكتاب منهاج العابدين، والدرة الفاخرة فيكشف علوم الآخرة، وكتاب الأنيس في الوحدة، وكتاب القربة إلى الله عز وجل، وكتاب أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار، وكتاب بداية الهداية، وكتاب جواهر القرآن، والأربعين في أصول الدين، وكتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، وكتاب ميزان العمل، وكتاب القسطاس المستقيم، وكتاب التفرقة بين الإسلام والزندقة، وكتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة، وكتاب المبادىء والغايات، وكتاب كيمياء السعادة، وكتاب تلبيس إبليس، وكتاب نصيحة الملوك، وكتاب الاقتصاد في الاعتقاد، وكتاب شفاء العليل في القياس والتعليل، وكتاب المقاصد، وكتاب إلجام العوام عن علم الكلام، وكتاب الانتصار، وكتاب الرسالة اللدنية وكتاب الرسالة القدسية، وكتاب إثبات النظر، وكتاب المأخذ، وكتاب القول الجميل في الرد على من غيَّر الإنجيل، وكتاب المستظهري، وكتاب الأمالي، وكتاب في علم أعداد الوفق وحدوده، وكتاب مقصد الخلاف، وجزء في الرد على المنكرين في بعض ألفاظ إحياء علوم الدين، وكتبه كثيرة وكلها نافعة.
يتبع إن شاء الله تعالى......
.