ابن الطيب Admin
عدد الرسائل : 704 العمر : 48 السٌّمعَة : 12 نقاط : 829 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| |
ابن الطيب Admin
عدد الرسائل : 704 العمر : 48 السٌّمعَة : 12 نقاط : 829 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: مدارج السالكين-مقدمة-الدكتور محمد راتب النابلسي الأربعاء 10 سبتمبر 2008 - 2:25 | |
| الحقيقة هناك مصادر عِدة لمعرفة الله عزّ وجل : أولاً جاءك خطابٌ منه وهو القرآن الكريم فإذا قرأت القرآن وتدبرته أو جلست في مجلس علمٍ وتعلمت تفسيره وأحكامه فهذا باب كبير من أبواب معرفة الله عزّ وجل وهناك باب آخر جاء في القرآن الكريم .. إذا تأملت في خلق السماوات والأرض رأيت عظيم الصنعة ودقة الصنعةِ والحكمة والعلم ، كأن هذا الكون مظهر لأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى . معك القرآن مصدر لمعرفة كلامه والكون مصدر آخر وأفعاله مصدر ثالث ولكن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى فرّق بين أنواع ثلاثة قال : هناك من يعرفه ، وهناك من يعرف أمره ، وهناك من يعرف خلقه . فخلقه .. العلوم العصرية .. الرياضيات ، الفيزياء ، الكيمياء ، الجيولوجيا ، الفلك ، الفيزياء النووية ، الفيزياء الكيميائة ، الكيمياء العضوية ، الكيمياء المعدنية هذه كلها فروع معرفة خلقه العلم في هذه الموضوعات نما نمواً مذهلاً .. .. إذا تأملت في خلق السماوات والأرض ترى دقة الصنعة ، ترى الاتقان ، ترى الإعجاز ، ترى أن هذه الصنعة تكشف عن علمٍ وعن حكمة وعن تقديرٍ وعن رحمةٍ وعن إكرامٍ ، فأشياء كثيرة خُلقت خصيصاً لك . {{ و ذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}}العلم الثاني : العلم بأمره ، الله عزّ وجل له أمرٌ وله نهي وهذا الأمر مأخوذ من كتاب الله أولاً ومن سنته ثانياً ومن الإجماع والقياس ثالثاً ورابعاً والعلم بأمره يقتضي الدراسة والاستماع والمطالعة والحفظ والتذكر .. يعني .. الطريقة المدرسية لابد من أن تقرأ ولابد من أن يعلمك معلم ولابد من أن يثقفك مثقف ولابد من أن تسأل ولابد من أن تجاب ولابد من أن تحفظ ولابد من أن تذكر .. هذا العلم بأمر الله ، أما العلم بالله شي آخر وربما الباعث لهذا الدرس أن تزداد معرفتنا بالله عزّ وجل .. العلم بالله طبيعته ليست من طبيعة العلم بأمره وخلقه ، العلم بأمره وخلقه هذان الاثنان يحتاجان إلى الطرق المعروفة في اكتساب العلم .. الطرق المعروفة .. الدراسة ، القراءة ، المتابعة ، الحفظ ، التذكر . ولكن العلم بالله عزّ وجل هذا له طبيعة خاصة الإمام الغزالي لخصها بكلمتين قال : " جاهد تُشاهد " . والنبي عليه الصلاة والسلام لخصها في الحديث قال : " من عَمِلَ بما عَلم ( من طبّق الشرع تماماً ) أورثه الله عِلمَ مالم يعلم " . يعني أنت أمام معرفة الله عزّ وجل لاتحتاج إلى قراءةٍ كمعرفة أمره وخلقه ، تحتاج إلى غض بصرٍ وإلى تحرير دخلٍ ، وإلى ضبط نفسٍ ، وإلى صيانة الجوارح عن المعاصي ، وإلى الإحسان ، وإلى البذل، وإلى العطاء ، كلما ازددت قرباً من الله عزّ وجل قذف الله في قلبك النور ، ازداد قربك من الله وازداد قلبك إشراقاً . و المُعَوَلُ عليه ، قوله تعالى " قد أفلح من زكاها .. مؤمن يكذب ، مؤمن يتساهل يفعل بعض المعاصي . لن تنعقد الصلة بينه وبين الله أبداً ، ومالم تنعقد هذه الصلة لاتقطف ثمار الدين ، الدين يصبح حركات، الصلاة تصبح طقوساً ، الصلاة والصوم والحج تنقلب إلى طقوس ، والمعلومات تنقلب إلى ثقافات ، والثقافة تُملّ والطقوس تُملّ لهذا وصف الله المنافقين بأنهم إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراؤون الناس ولايذكرون الله إلا قليلاً . في الدين ثمرات يانعات ، هذه السعادة سعادة أبدية ، وطمأنينة نفسية ، وشعور بأن الله يحبك ، بأن الله راضٍ عنك ، وسمو في النفس ، وبعد عن سفاسف الأمور ، فجوانح المؤمن نقية طاهرة لاتحقد ، لاتبغض ، لاتنتقم ، لاتتزلف لاتنافق ، لاتخنع، هذه النفس الأبية التي جاء وصفها في القرآن الكريم لن تسطيع أن تمتلكها إلا إذا اتصلت بالله عزّ وجل . جاهد تُشاهد .. يمكن أن تعرف أمر الله إذا كنت ذكياً ولك ثقافة جيدة وعندك المراجع الكافية يمكن أن تقرأ قراءةً متقنةً وأن تلّخص وأن تراجع وأن تذاكر وأن تؤدي امتحاناً وأن تنال شهادةً ... هذا بإمكانك .. لكنه لن يتجلى الله على قلبك إلا إذا كنت مستقيماً ، إلا إذا كنت عند الأمر والنهي فالسرّ سرُ أن تسعدَ بالدين أن تُقبل على الله ربِ العالمين والله لايقبل إلا طيباً . إن الله طيبٌ ولايقبل إلا طيباً وإن الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين . نحن أمام علمٍ بالله ، هذا العلم بالله طبيعته غير طبيعة العلم بأمره والعلم بخلقه بعضهم قال النبي عليه الصلاة والسلام أقواله شريعة وأفعاله طريقة وأحواله حقيقة . أقواله شريعة : كل شيءٍ أمر به فهو تشريع ، كل شيء نهى عنه فهو تشريع ، كل شيء أقرّه فهو تشريع ، كل شيء سكت عنه فهو تشريع و أفعاله كيف صلى .... نحن أمام فقيه أمام عالم بالشريعة وعالم بالطريقة ، عالم الشريعة يقول يجب أن تستقبل القِبلة ..، ويجب أن تكــون طاهراً ، طاهر البدن وطاهر الثوب وأن يكون المكان طاهراً ، ويجب أن تقف منتصب القامة ، ويجب أن تقرأ الفاتحة وسورةً أو ثلاث آيات وأن تركع مطمئناً ... هذه الشروط والأركان والواجبات والسنن والمستحبات .. هذه حركات الصلاة الظاهرة ، هذه يعرفها علماء الشريعة معرفة يقينية ، أما علماء الطريقة ... يقولون لك يجب أن تستقيم على أمر الله حتى تصلي يجب أن تغض البصر ، أن تحرر الدخل ، يلزمونك بالاستقامة كي تنعقد لك الكرامة .. هذا من عمل علماء الطريقة . أما أن تتقلبَ في معرفة اللهِ من حالٍ إلى حال ، ومن مرتبةٍ إلى مرتبة ، ومن منزلةٍ إلى منزلة ، فهذا من اختصاص علماء الحقيقة . هذا العلمُ بالله كما قال الإمام الغزالي : جاهد تُشاهد ... هذا العلم بالله في كلمة قالها أعجبتني ( ثمنه من غير طبيعة ) .. الشيء المعروف أن العلم يحتاج إلى كتاب وإلى قراءة وإلى تلقي وإلى تعلم ولكن العلم بالله يحتاجإلى استقامة .. وكأن النبي عنى هذا المعنى حينما قال : عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلا أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ * (سنن الدارمي) "كفى بالمرء عِلماً أن يخشى الله " يقول الإمام الغزالي : "إن هذا العلم بالله ثمنه باهظ ونتائجه باهرة" .. يقرأ إنسان كتاباً وهو مقيم على معصية ، يعطي نفسه ماتشتهي يفعل مايريد ويقرأ وهو ذكي الحافظة ، ذكي الفكر ، قوي الحافظة .. يستوعب ..وهذا الثمن بسيط ، ولكن ثمن العلم بالله ثمن باهظ .. إذا كان هناك شهوةً تقيم عليها ، إذا كان هناك معصيةً تصر عليها ، فالطريق إلى الله مسدود لن يسمح لك أن تقترب ، لن يسمح لك أن تسعدَ به ، لن يلقي على قلبك من نوره ومن تجلياته ومن جلاله إلا إذا آثرته على كل شهواتك وعلى كل خلقه .. لذلك حينما قال الله عزّ وجل: {{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون و الذين هم عن اللغو معرضون}}(سورة المؤمنون ) قالوا اللغو : كلُ ما سِوى الله . وحينما قال النبي عليه الصلاة والسلام : عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأنِ أَوْ تَمْلأ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ .....* (صحيح مسلم) الإمام الغزالي قال : "هناك أربعة مستويات لفهم هذا الحديث ". المستوى الأول أن تُطّهر أعضاءك من النجاسات والقاذورات ، المؤمن نظيف بالمعنى المادي . وأن تُطّهــــر جوارحك من المعاصي والآثام ، وأن تُطّهر نفسك من الأخلاق المذمومة.. الغضب ، الكبر ، الحسد ، وأن تُطّهــر قلبك مما سوى الله .. أربع مستويات لطهارة البدن .. ثمنها باهظ . ألا إن سلعة اللهِ غالية . إنسان يطــــوف حول الكعبة ويقول ياربي هل أنت راضٍ عني..؟.. كان وراءه الإمام الشافعي قال هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك .. ؟ قالياهذا من أنت ..؟. قال : أنا محمد ابن إدريس . قال : وكيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه..؟.. قال : إذا كان سرورك بالنِقمةِ كسرورك بالنِعمةِ فقد رضيت عن الله . الثمن باهظ .. أن تضع كل الشهوات تحت قدمك ، أن تضع كل الرغبات تحت قدمك ، أن تقول إلهي أنت مقصودي ورِضاكَ مطلوبي {{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }} ( سورة التوبة ) أنفسهم وأموالهم " في أكثر آيات القرآن قدّمَ الله المالَ على النفس لسهولةِ إنفاقه أمام النفس ، الإنسان ينفق الأسهل فالأصعب ، إنفاق المال أسهل من إنفاق النفس إلا في هذه الآية.. قدّمَ النفسَ على المال لأنه هو الأصل .. لأن النفسَ هي الأغلى والجودُ بالنفسِ أقصى غاية الجودِ .. نحن الأن على مستوى الحياة الدنيا .. إنسان ينال دكتوراه وهو نائم مسترخ مستلق في فراشه دائماً مع رفاقه يمضي الساعات الطِوال في القيـــل والقال وفي المُزاح ويأخذ الدكتوراه مستحيل ..!! . لابد من أن ينقطع ، لابد من أن يؤثر الدراسة على كلَ شيء ، من أجل شهادة دنيوية .. أتريد مقاماً عند الله ..؟.. أتريد مقعدَ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ..؟.. أتريد أن يحبك خالق الكون ..؟.. هذا يحتاج إلى بذل ، إلى انضباط الثمن باهظ جداً ... الثمن أن تضع كل الرغبات تحت قدمك . الوقت كله لله عزّ وجل ... الشيء الثاني .. قال له ياسيدي كم الزكاة ..؟. قال له عندكم أم عندنا ..؟ ماعندكم وما عندنا ..؟. قال عندكــم ربع العشر ، أما عندنا العبد وماله لسيده . وقتك ومالك وطاقاتك وذكاؤك وفكرك وعضلاتك وبيتك دائماً لله عزّ وجل . الكلمة الثانية للإمام الغــزالي : والنتائج باهرة جداً .إذا علمت أمر الله فقط .. هذه الأوامر والنواهي والدقائق والتفصيلات والأدلة والقواعد الأصولية كلها محشوةٌ في الدماغ ، تجد عنده قدرة رائعة جداً للإجابة عن أي سؤال ومع ذلك إذا مرت امرأة في الطريق على جانبٍ من الجمال .. ملأ منها عينيه . غريب ..!! هذا عالمٌ بأمر الله . وليس عالماً بالله عزّ وجل .. إن عصيت الله لاتعرفه .. أنت لاتعرفه لاتنظر إلى صِغر الذنب ولكن انظر على مناجترأت .. لو أنك تعرفه حق المعرفة لما اجترأت على معصيته إطلاقاً . أنت تعرف أمره ولاتعرفه ، لو عرفته لما عصيته .. هذا ماعناه النبي عليه الصلاة والسلام" : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله " فالمعلومات التي تنالها من كتاب وتحفظها جيداً وتؤدي بها امتحاناً وتنجح .. هذه كلها محشوةٌ في الدماغ ، لكن النفسَ في وادٍ آخر قد تشتهي المعصية ، قد تشتهي العمل الذي لا يُرضي الله . يقول الإمام الغزالي : النتائج باهرة جداً .. يعني .. العلم بالله يشيع في النفس الإنسانية فيسمو بها ، كيف تُحس بهذا ..؟.. إنك إنجلست مع إنسان من أهل الدنيا .. ترى دناءته ، ترى سخافة عقله ، ترى تعلّقه بالسفاسف ، ترى أنانيته ، تُحس أن بينك وبينك دورٌ شاسع .. دورٌ كبير العلم بالله يحتاج إلى طاعة وإلى بذل .. ماذا قال النبي .. سُئل عن الإيمان قال عليه الصلاة والسلام :"الإيمان عِفةٌ عن المطامع عِفةٌ عن المحارم الإيمان : الصبر والسماحة . إذا جاءك شيء بالأمر التكويني مزعج ، عليك الرضا لأن الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين إذا جاءك أمر الله التكويني ترضى به .. الصبر .. وإذا جاءك الأمر التكليفي تنفق، فأنت بين صبرٍ وبين بذلٍ ، الصبر تلقي والبذل عطاء . فالإيمان الصبر والسماحة ، يجب أن نضع أيدينا على جوهر الدين .. قصة أقولها كثيراً . هذا البدوي الراعي الذي قال أين الله حينما أغراه سيدنا عمر أن يعطيه الشاة ويأخذ ثمنها دون علم صاحبها . وما ذاق طعم الإيمان إلا من استقام على أمر الله ، وماذاق طعم الإيمان إلا من أقبل عليه ، وماذاق طعم الإيمان إلا من ائتمر بأمره . الإمام الجنيد سُئل : من وليُ الله ..؟.. أهو الذي يمشي على وجه الماء .؟. أم الذي يطير في الهواء .؟. قال لا ، الولي ُكلُ الولي الذي تجده .. عند الأمر والنهي . هذا وليُ الله . فالعلمٌ بخلقه الجامعات كلها في أنحاء العالم تُعلّم الناس القوانين والقواعد التي أودعها الله في هذا الكون و حتى هذه القوانين يمكن أن تكون طريقاً إلى الله عزّ وجل .. يمكن .. الطبيب إذا أراد أن يعرف الله عزّ وجل من خلال الدقائق التي يقرؤها يمكن أن يكون عِلمُ الخليقةِ باباً إلى الله الطبيب الذي يتمنى أن يكون طبيباً ذائع الشهرة ويكسب الآلاف المؤلفة هذا لايرى في آيات الله شيئاً يقرأ ولايرى شيئاً ، لكن الطبيب الذي يريد أن يعرف الله من خلال عِلمه يصبح عِلمُ الخليقةِ باباً إلى الله ويصبح أيُ علِمٍ من العلوم الأرضية العصرية الكونية باباً إلى الله عزّ وجل ، متعلّق بمشيئة الطالب . طالب العلم . عِلم الخليقةِ يحتاج إلى مُدارسة .. نُلخص القراءة والمذاكرة والتلخيص والحفظ وأداء الامتحانات بكلمة مُدارسة .. عِلمُ الخليقةِ يحتاج إلى مُدارسة وتبقى نتائجه في الدماغ والعلم بأمر الله يحتاج إلى مُدارسة وتبقى نتائجه في الدماغ .. الفكرة هي تُفسّر لكم أن إنساناً يعرف أن هذا حرام ويفعله .. هذا عَلِمَ الأمر ولم يعرف الله عزّ وجل ، عَرَفَ أمره ولم يعرفه . فالنبي عليه الصلاة والسلام بدأ بمرحلتين ... المرحلة المكيّة والمرحلة المدنّية . المرحلـة المكيّة : تعريفٌ باللهِ عـزّ وجل ، والمرحلـة المدنيّة : تعريفٌ بأمره . وأيةُ دعوةٍ إلى الله تتجاهل هذا الترتيب وتبدأ بتعريف الناس بالأمر قبل تعريفهم باللهِ عزّ وجل هي دعوةٌ ليست ناجحة .. تنشأ الحيل الشرعية مادام عَرَفَ أمره ولم يعرفه يحتال على تطبيق أمره . موضــوع الحيل الشرعية .. في أغلبه بعد عن الله ، هذا الموضـوع أساسه إذا وضعت زكاة مالك في رغيف وقدّمته إلى فقير وقلتَ له خذه هِبةً مني ، وبعد أن أخذه سألته أتهبني إياه وخذ مائة ليرة ..؟.. الرغيف فيه خمسة آلاف . من يفعل هذا عَرَفَ الأمرَ ولم يعرف الآمر ، مشكلتنا يجب أن نعرف الآمر قبل الأمر ، يجب أن نعرف الله قبل أن نعرف أمره ، وإذا عرفنا الله وأمره معاً لامانع ، أما أن نبدأ بأمره فقط دون أن نعرفه .. أغلب الظن أن الذي عَرَفَ أمره لايطبّقُ أمره ، بل يحتال على هذا الأمر كي لايطبّقه ، فالعِلمُ بالأمرِ ، والعِلمُ بالخلقِ ، والعِلمُ باللهِ أساسه طاعةُ اللهِ عزّ وجل ويجب أن يكون الحديث الشريف : " من عَمِلَ بما عَلم ورّثه الله عِلمَ مالم يعلم " يعني أنت إذا اتقيت الله عزّ وجل طبّقت أمره كله عندئذٍ يأتيك العلم الذي نتحدث عنه في هذا الدرس وفي دروس قادمة إن شاء الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين
| |
|