انت غير مسجل معنا بالمنتدى
برجاء التسجيل بالمنتدى والتفاعل
وشكرا جزيلا لزيارتك
انت غير مسجل معنا بالمنتدى
برجاء التسجيل بالمنتدى والتفاعل
وشكرا جزيلا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السلطان سليمان القانوني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمال الدين فالح الكيلاني




عدد الرسائل : 35
العمر : 51
السٌّمعَة : 0
نقاط : 105
تاريخ التسجيل : 11/02/2011

السلطان سليمان القانوني Empty
مُساهمةموضوع: السلطان سليمان القانوني   السلطان سليمان القانوني Icon_minitimeالجمعة 11 فبراير 2011 - 11:37

سليمان القانوني بن سليم (في الغرب يعرف ب سليمان العظيم) أحد أشهر السلاطيين العثمانيين، ولد في مدينة طرابزون حين كان والده والياً عليها عاش بين عامي (900هـ-972هـ) - (1495م-1566م)، وحكم لفترة 48 عاما منذ عام 1520م،وبذلك يكون صاحب أطول فترة حكم بين السلاطيين العثمانيين. زادت مساحة الدولة العثمانية بأكثر من الضعف خلال فترة حكمه، حيث فتح شمال أفريقيا، وفي أوروبا قضى على دولة المجر وفتح بلجراد وحاصر فيينا.
والده السلطان سليم الأول ووالدته حفصة سلطان ابنة منكولي كراني خان القرم، و يعتبر المؤرخون الغربيون هذا السلطان أحد أعظم الملوك على مر التاريخ لأن نطاق حكمه ضم الكثير من عواصم الحضارات الأخرى كأثينا و صوفيا و بغداد و دمشق و إسطنبول و بودابست و بلغراد و القاهرة و بوخارست و وتبريز و غيرهم.
نبذة عن السلطان سليمان :
سليمان القانوني :
قضى السلطان سليمان القانوني ستة وأربعين عاما على قمة السلطة في دولة الخلافة العثمانية، وبلغت في أثنائها الدولة قمة درجات القوة والسلطان؛ حيث اتسعت أرجاؤها على نحو لم تشهده من قبل، وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث، وامتدت هيبتها فشملت العالم كله، وصارت سيدة العالم يخطب ودها الدول والممالك، وارتقت فيها النظم والقوانين التي تسيّر الحياة في دقة ونظام، دون أن تخالف الشريعة الإسلامية التي حرص آل عثمان على احترامها والالتزام بها في كل أرجاء دولتهم، وارتقت فيها الفنون والآداب، وازدهرت العمارة والبناء.
توليه مقاليد السلطة :
تولى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في 9 شوال 926هـ - 22 سبتمبر 1520م، وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، و كان يستهل خطاباته بالآية الكريمة {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، والأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة.
في الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سن السلطان الذي كان في السادسة والعشرين من عمره فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القوية التي لا تلين، فقضى على تمرد "جان بردي الغزالي" في الشام، و"أحمد باشا" في مصر، و"قلندر جلبي" في منطقتي قونيه ومرعش الذي كان شيعيًا جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة.
الحلف مع فرنسا :
كانت العداء متبادلا بين ملك فرنسا فرنسوا الأول و شارل الخامس(أو شارلكان) ملك إسبانياوإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة (Holy Roman Empire)فكان شارل الخامس بموجب ذلك يحكم أجزاءا شاسعة من أوروبا بما فيها ألمانيا و هولاندا و النمسا و المجر و غيرها ، و لأن الملك الفرنسي لم يكن يملك القوة الكافية لمنازلة غريمه ومنازعته على لقب الإمبراطور ، حاول التقرب من الدولة العثمانية .
و حدث أن ذهب وفد فرنسي إلى سليمان القانوني يطلب منه مهاجمة بلاد المجر في سبيل تشتيت جيوش شارلكان و إضعافها ، واكتفى السلطان بكتاب من طرفه يعد فيه بالمساعدة و كان يريد الاستفادة من هذه الفرصة من أجل تسديد ضرباته لمملكة النمسا و تشديد الخناق على دول أوروبا ، و مما يجدر الإشارة إليه أن استعانة فرنسا بما لها من قوة و ثقل كاثوليكي مسيحي في أوروبا آنذاك بالدولة العثمانية المسلمة يعطي المطلع فكرة عما وصل إليه العثمانيون من قوة و صيت وعالمية في ذلك الزمان.
لقد أثمر هذا الحلف بين الدولتين في إضعاف ممالك شارل الخامسو الجمهوريات الإيطالية ، فعلى الرغم أن الفرنسيين لم يستطيعوا الانتصار على الإسبان في الغرب إلا أن شارلكان خسر أرا ض عديدة من أوروبا الشرقية ، كما قامت القوات البحرية العثمانية-الفرنسية بقيادة خير الدين باربروس باستعادة مدينة نيس و جزيرة كورسيكا لصالح الفرنسيين كما انتصرت الأساطيل العثمانية على البحرية الإسبانية و الإيطالية في مواقع عديدة.
أراد الحلف العثماني الفرنسي غزو إيطاليا بسبب ثراء المدن الإيطالية وازدهار ثقافاتها بالإضافة إلى وجود البابا المحرك للمسيحية في روما ، و بالفعل توجه سليمان الأول بمئة ألف جندي لمهاجمة إيطاليا من الشرق ، و هبط باربروس من جهة الجنوب في ميناء أوترانة الايطالي ، كما تقدم الفرنسيون من جهة الغرب الإيطالي ، و كان الهدف من هذا هو هجوم واحد و كبير من ثلاثة جهات ، إلا أن توجس الملك الفرنسي من أن يتهم بالردة عن المسيحية من قبل العامة و رجال الدين (لتعاونه عسكريا مع دولة مسلمة) جعله يعلق عملياته العسكرية و يكتفي بمهادنة شارلكان ، و لو أن الحملة العسكرية المشتركة تمت كما خطط لها لغدت إيطاليا بكاملها ولاية عثمانية.
ميادين القتال :
منمنمة عثمانية تعود لعام 1554م تصور سليمان القانوني وجيشه خلال زحفه باتجاه ناخيتشيفان في القفقاس
تعددت ميادين القتال التي تحركت فيها الدولة العثمانية لبسط نفوذها في عهد سليمان فشملت أوروبا وآسيا وأفريقيا، فاستولى على بلجراد سنة 927هـ - 1521م و جزيرة رودس سنة 929هـ ، وحاصر فيينا سنة 935هـ - 1529م لكنه لم يفلح في فتحها، وأعاد الكَرّة مرة أخرى ولم يكن نصيب تلك المحاولة بأفضل من الأولى. ضم إلى دولته أجزاء من المجر بما فيها عاصمتها بودابست، وجعلها ولاية عثمانية.
وفي إفريقيا، فتحتليبيا والقسم الأعظم من تونس، وإريتريا، وجيبوتي والصومال،وأصبحت تلك البلاد ضمن نفوذ الدولة العثمانية.
فتح جزيرة رودس :
أراد العثمانيون احتلال جزيرة رودس لموقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط و منعا لأية أساطيل بحرية معادية من العسكرة فيها خلال أوقات الحروب ، و لقد استغل السلطان سليمان الأوضاع السياسية التي كانت تمر فيها أوروبا أنذاك من صراعات بين ملوكها وأساقفتها وأمرائها .
عندما أبى رهبان الجزيرة تسليمها إلى العثمانيين ، دكت المدفعية العثمانية جدران حصنها المنيع و الذي كان يعد أحد أمنع الحصون في العالم في ذلك الحين ، ويقال أن القوة البرية العثمانية حفرت ما يقارب 50 سردابا تحت الحصن ، و شنوا هجوما على المدينة من تحت الأرض ، ولكن القوة المدافعة تفانت في الدفاع عن الجزيرة و ردت هذا الهجوم المفاجئ ، كما دافعوا بكل قوة عن حصن جزيرتهم ، ويروي أن نساء رودس كانت تعاون رجالها و رهبانها في الدفاع عن أسوار الجزيرة ، و لما انقطعت الحلول من أمام رئيس الرهبان مع نفاذ مؤنته و ذخيرته آثر التسليم في سنة 929هـ .
بعد دخول الخليفة العثماني رودس ظافرا ، اختار كبار القساوسة و فرسانهم مغادرة الجزيرة ، فاتجهوا إلى مالطا و أقاموا فيها(وعرفوا بـفرسان القديس يوحنا الأورشليمي أو فرسان مالطا) ، و حاصرتها البحرية العثمانية في نهاية عهد القانوني ولكن دون أن تفلح في فتح الجزيرة بسبب دخول الحصار فترة الشتاء.
فتح بلاد المجر و التصادم مع النمسا :
تحولت طموحات السلطان القانوني إلى بلاد المجر لاسيما بعد المراسلات مع التي دارت مع الفرنسيين و الذين تقدموا بطلب لدى السلطان لكي يهاجم المجر لإضعاف ملك شارلكان و رفع شيء من الضغط عن الفرنسيين في الغرب.
حشد سليمان الأول الجيوش و سار بها نحو بلاد المجر عبر بلغراد ، و بعد عدة فتوحات إلتقى بالجيش المجري في منطقة موهاكس و جرت معركة موهاكس الفاصلة سنة 932هـ - 1526م التي انتهت بانتصار العثمانيين و تسلم سلطانهم مفاتيح عاصمة المجر بود (و تعني البلد العالي) ، و يجدر الإشارة هنا أن بودابست كانت عبارة عن مدينتين منفصلتين أنذاك و هما: بود و بست .
عند عودة سليمان الأول من بلاد المجر اصطحب السلطان معه الكثير من نفائس البلاد و خاصة كتب كنيسة ماتياس كورفن ، و هي كنيسة اعتاد الأوروبيون على تسميتها بكنيسة التتويج لأن الملوك الأوروبية كانت تتوج فيها ، و حول المسلمون تلك الكنيسة إلى مسجد و أضيف إليهاالنقوش العربية ، و أعيد المسجد كنيسة عندما خرج العثمانيون من هنغاريا و بقيت النقوش العربية حتى يومنا هذا.
أصبحت الأراض الهنغارية فيما بعد ساحة حرب بين النمساويين و العثمانين ، و كانت الحرب سجالا بين الطرفين لا تلبث أن تنطفئ حتى تشتعل من جديد ، و مالت كفة الانتصار للعساكر العثمانية مما جعل النمسا تدفع الجزية للأستانة في معظم الأوقات ، و حاصر السلطان فيينا مرتين و لم يتمكن من فتحها ، و ذلك لسوء الأحوال الجويةالتي كانت تمنع العثمانيين من نقل معدات حصارهم الثقيلة وبعد المسافة عن حاضرة الخلافة.
الصدام مع الدولة الصفوية :
وفي آسيا قام السلطان سليمان بعدة حملات كبرى ضد الدولة الصفوية، ابتدأت من سنة 941هـ - 1534م، حيث نجحت الحملة الأولى في ضم تبريز إلى سيطرة الدولة العثمانية ، حيث ساق الوزير الأول إبراهيم باشا الجيوش وضم العديد من الحصون و القلاع في طريقه كقلعتي وان و أريوان ، و عمل الوزير الأول على بناء قلعة في تبريز و ترك فيها من الحامية المنظمة مايكفي لحفظ الأمن العمومي.
وفي شهر أيلول ( سبتمبر ) من نفس السنة وصل سليمان الأول إلى تبريز و استأنف العمليات الحربية ضد الشاه طهماسب لكن سوء الطرق وكثرة الأوحال و سوء الأحوال الجوية جعلت نقل المدفعية العثمانية الضخمة أمرا محالا ، فقام الخليفة بتحويل الوجهة نحو بغداد و بالفعل دخلها بعد هروب حاميتها الصفوية ، و قام السلطان عند دخوله بزيارة قبور الأئمة العظام المتواجدة في العراق .
و في سنة 962هـ - 1555م أجبر الشاه طهماسب على الصلح وأحقية العثمانيين في كل من أريوان و تبريز وشرق الأناضول.
محاربة البرتغاليين :
أرسل حاكم مدينة أحمد أباد و ما حولها رسالة إستغاثة إلى الخلافة العثمانية طالبا المساعدة ضد البرتغاليين الذين اجتاحوا بلاده و تمكنوا من السيطرة على أهم ثغورها ، فأرسل السلطان خطابا إلى سليمان باشا والي مصر يأمره ببناء عمارة بحرية كبيرة بأسرع ما يمكن و بالفعل قام الوالي ببناء 70 سفينة حربية.
واجهت البحرية العثمانية نفوذ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، فاستولى أويس باشا والي اليمن على قلعة تعز سنة 953هـ 1546م، ودخلت عُمان والأحساء وقطر تحت نفوذ الدولة العثمانية، وأدت هذه السياسية إلى الحد من نفوذ البرتغاليين في مياه الشرق الأوسط ، كما أغاثت البحرية العثمانية الأقاليم المستغيثة في الهند واستطاع سليمان باشا المذكور أن يسيطر على كافة الحصون التي بناها البرتغاليون و لكنه أخفق في إسقاط موقع ديو.
تطوير البحرية العثمانية :
كانت البحرية العثمانية قد نمت نموًا كبيرًا منذ أيام السلطان بايزيد الثاني، وأصبحت مسؤولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة، وفي عهد سليمان ازدادت قوة البحرية على نحو لم تشهده من قبل بانضمام "خير الدين برباروسا"، وكان يقود أسطولاً قويًا يهاجم به سواحل إسبانيا والسفن الصليبية في البحر المتوسط، وبعد انضمامه إلى الدولة منحه السلطان لقب "قبودان".
وقد قام خير الدين -بفضل المساعدات التي كان يتلقاها من السلطان سليمان القانوني- بضرب السواحل الإسبانية، وإنقاذ آلاف من المسلمين في إسبانيا، فقام في سنة 935هـ - 1529م بسبع رحلات إلى السواحل الإسبانية لنقل سبعين ألف مسلم من قبضة الحكومة الإسبانية.
وقد وكل السلطان إلى خير الدين قيادة الحملات البحرية في غرب البحر المتوسط، وحاولت إسبانيا أن تقضي على أسطوله، لكنها تخفق في كل مرة وتتكبد خسائر فادحة، ولعل أقسى هزائمها كانت معركة بروزة سنة 945هـ - 1538م.
وقد انضم أسطول خير الدين إلى الأسطول الفرنسي في حربه مع الهابسيورج، وساعد الفرنسيين في استعادة مدينة نيس 950هـ - 1543م بالإضافة إلى جزيرة كورسيكا.
واتسع نطاق عمل الأسطول العثماني فشمل البحر الأحمر، حيث استولى العثمانيون على سواكن ومصوع، وأخرج البرتغاليين من مياه البحر الأحمر، واستولى العثمانيون على سواحل الحبشة؛ مما أدى إلى انتعاش حركة التجارة بين آسيا والغرب عن طريق البلاد الإسلامية.
مكائد زوجته روكسلان و ابنها :
أرادت إحدى زوجات السلطان المعروفة باسم روكسلان الروسية في المراجع الغربية أو خرم (بتشديد و كسر الراء) في المراجع التركية تمهيد الطريق لابنها سليم ليتولى ميراث أبيه فيما بعد ، فاشتغلت بالدسائس و ساعدها الصدر الأعظم رستم باشا على ذلك ، فانتهز الأخير فرصة سفر ابن السلطان مصطفى في إحدى الحملات العسكرية إلى بلاد فارس و كاتب سليمان الأول يخبره أن ابنه يريد أن يثور عليه كما ثار أبوه( سليم الأول ) على جده بايزيد الثاني ، فانطلت الحيلة على الخليفة الذي سافر من فوره إلى معسكر الجيش في بلاد فارس متظاهرا بقيادة الجيش بنفسه، و استدعى ابنه إلى خيمته و قتله فور دخوله إياها ، و كان للسلطان سليمان إبن آخر يدعى جهانكير توفي أيضا بعد مقتل أخيه مصطفى بقليل من شدة الحزن.
بعد وفاة روكسلان الروسية ، قام إبنها سليم بالكيد لبايزيد ابن السلطان سليمان المتبقي و أخوه من زوجة ثانية ، وتمكن من استئجار مربي بايزيد ليسرب له معلومات كاذبة مفادها أن والده الخليفة كان ينوي استخلاف سليم الأصغر سنا على ملك آل عثمان ، وجرت مراسلات بين الأخوين تمكن فيها سليم من إثارة غضب بايزيد ، وقام الأخير بمس كرامة أبيهما ببعض العبارات في إحدى المراسلات، فأرسل سليم الكتاب إلى الخليفة سليمان الذي غضب غضبا شديدا و كتب إلى بايزيد يوبخه ويأمره بالانتقال من إمارته في قونية إلى مدينة أماسيا ، فخشي بايزيد غدر أبيه فجمع قرابة عشرين ألفا من الجنود و آثر التمرد على أبيه ، إلا أن نار التمرد أخمدت على يدي جيش الوزير صقللي محمد باشا ، وإلتجأ بايزيد مع أبنائه إلى جوار طهماسب شاه فارس ، و لكن طهماسب غدر في الابن المسكين و سلمه إلى أبيه بعد أن أظهر له المودة وقبل أن يجيره ، و قتل رسل السلطان بايزيد مع أبنائه الخمسة.
التطور الحضاري :
كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا له ذوق فني رفيع، وخطاطًا يجيد الكتابة، وملمًا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق بسخاء على المنشآت الكبرى فشيد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتى أنحاء الدولة، وبخاصة في دمشق ومكة وبغداد، غير ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة.ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني أن عصر السلطان سليمان القانوني يعتبر العصر الذهبي للدولة العثمانية حيث كانت الدولة الأقوى في العالم والمسيطرة على البحر الأبيض المتوسط.
المنمنمات العثمانية :
وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي، سنان آغا، الذي اشترك في الحملات العثمانية، واطّلع على كثير من الطرز المعمارية حتى استقام له أسلوب خاص، ويعد مسجد سليمان القانوني أو (جامع السليمانية) في إسطنبول الذي بناه للسلطان سليمان في سنة 964هـ - 1557م من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي.
وفي عهده وصل فن المنمنمات العثمانية إلى أوجه. وقد قدّم "عارفي" وثائق الحوادث السياسية والاجتماعية التي جرت في عصر سليمان القانوني في منمنمات زاهية، ولمع في هذا العصر عدد من الخطاطين العظام يأتي في مقدمتهم: حسن أفندي جلبي القره حصاري الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطه، يعد من روائع الخط العربي والفن الرفيع، وهو محفوظ بمتحف "طوبي قابي".
وظهر في عهد السلطان سليمان عدد من العلماء، في مقدمتهم: أبو السعود أفندي صاحب التفسير المعروف باسم "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم".
القانون والإدارة :
غير أن الذي اشتهر به واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تنظم الحياة في دولته الكبيرة. هذه القوانين وضعها مع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية، وجعل أكبر الوظائف العلمية وظيفة مفتي ، وقد ظلت هذه القوانين التي عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان"، أي دستور السلطان سليمان، تطبق حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي ، كما قسم جيش الإنكشارية إلى ثلاث رتب بحسب سنين خدمتهم.
ولم يطلق الشعب على السلطان سليمان لقب القانوني لوضعه القوانين، وإنما لتطبيقه هذه القوانين بعدالة، ولهذا يعد العثمانيون الألقاب التي أطلقها الأوروبيون على سليمان في عصره مثل: الكبير، والعظيم، قليلة الأهمية والأثر إذا ما قورنت بلقب "القانوني" الذي يمثّل العدالة.
وكان من القوانين التي سنها القانوني أيضا: السماح للانكشارية بخوض الحروب بدون خروج الخليفة على رأسهم ، و السماح للوزارء بتداول شؤون الدولة في و جود الصدر الأعظم على رأسهم مندوبا عن السلطان، و كان من مساوئ القانون الأول أن ضعفت سيطرة السلاطين التي تلته على الانكشارية أما الثاني فقد سمح للدسائس أن تحاك على الدولة و على السلطان كالدسيسة التي تسببت في مقتل إبنه البكر مصطفى.
ولم يكن عهد القانوني العهد الذي بلغت فيه الدولة أقصى حدود لها من الاتساع، وإنما هو العهد الذي تمت فيه إدارة أعظم دولة بأرقى نظام إداري.
أعماله :
قام سليمان القانوني بالعديد من أعمال التشييد، ففي عصره بنى مدينة السليمانية بالعراق العجمي على انقاض قرية قديمة. كما بنى جامع السليمانية الذي بناه المعماري سنان ، والتكية السليمانية في دمشق، كما قام بحملة معمارية في القدس من ضمنها ترميم سور القدس الحالي. كما عرف بسنّه قوانين لتنظيم شؤون الدولة عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان" أي دستور السلطان سليمان، وظلت هذه القوانين تطبق حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان ذلك مصدر تلقيبه بالقانوني. ولقد سماه الفرنجه بسليمان العظيم. ويعرف أيضا بلقب سليمان المشرع.
وفاته :
مات سليمان القانوني أثناء حصار مدينة سيكتوار في 5 سبتمبر 1566.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السلطان سليمان القانوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإســـلامي :: تراجم المشايخ والعلماء-
انتقل الى: